للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقوله: ﴿يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب﴾، فيطلبون القرب من الله بالإخلاص له وطاعته فيما أمر، وترك ما نهاهم عنه. وأعظم القرب التوحيد الذي بعث الله به أنبياءه ورسله، وأوجب عليهم العمل به والدعوة إليه، وهذا الذي يقربهم إلى الله أي إلى عفوه ورضاه، ووصف ذلك بقوله: ﴿ويرجون رحمته ويخافون عذابه﴾، فلا يرجون أحدا سواه ولا يخافون غيره، وذلك هو توحيده؛ لأن ذلك يمنعهم من الشرك، ويوجب لهم الطمع في رحمة الله والهرب من عقابه" (١).

فالتوحيد أعظم القربات وأجلّ ما يُسأل به الله، وتأمّل دعوة ذي النّون الذي تغشّته الكربات ﴿فَنادى في الظُّلُماتِ أن لا إلهَ إلّا أنت سُبحانك إني كُنْتُ من الظّالِمين﴾ [الأنبياء: الآية: ٨٧].

[المطلب الربع والأربعون: التوحيد أعظم الوسائل إلى الله.]

• قال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت: ١٢٨٥ هـ) : "وأعظم الوسائل إلى الله تعالى التوحيد الذي بعث الله به أنبياءه ورسله وخلق الخلق لأجله.

ومن التوسل إليه التوسل بأسمائه وصفاته كما قال تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ [الأعراف: الآية: ١٨٠]، وكما ورد في الأذكار المأثورة من التوسل بها في الدعوات كقوله: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام " (٢).


(١) قرة عيون الموحدين ص ٤٤.
(٢) رواه أبو داود رقم (١٤٩٥) في الصلاة: باب الدعاء، والترمذي رقم (٣٥٣٨) في الدعوات: باب رقم ١٠٩، والنسائي ٣/ ٥٢ في السهو: باب الدعاء بعد الذكر، وأحمد ٣/ ١٢٠، وابن ماجه رقم (٣٨٥٨)، من حديث أنس ، وصححه ابن حبان رقم (٢٣٨٢) " موارد "، والحاكم ١/ ٥٠٣ و ٥٠٤ ووافقه الذهبي وهو كما قالا ..

<<  <   >  >>