للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من طور فوق إدراكك، ومن نطاق أوسع من نطاق عقلك، وليس ذلك بقادح في العقل ومداركه، بل العقل ميزان صحيح، وأحكامه يقينية لا كذب فيها، غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد، والآخرة، وحقيقة النبوة، وحقائق الصفات الإلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال، ومثال ذلك رجلٌ رأى الميزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن به الجبال، وهذا لا على أن الميزان في أحكامه غير صادق، لكن للعقل حد يقف عنده ولا يتعدى طوره حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته، فإنه ذرة من ذرات الوجود" (١).

[المطلب التاسع: بكمال التوحيد تكمل البراءة من الشرك والكبر.]

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "وبكمال عبوديته لله تكمل تبرئته من الْكبر والشرك" (٢).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "الإسلام له ضدان: الإشراك والاستكبار، لأنه الاستسلام لله وحده كما يترجم فيه شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا عبده ورسوله، فمن استسلم لله ولغير الله فقد أشرك بالله وجعل له عدلا وندا وشريكا، ومن لم يستسلم بحال فقد استكبر كحال فرعون وغيره" (٣).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "ولهذا قرن هذا في شعار


(١) مقدمة ابن خلدون ص ٦٨٨.
(٢) العبودية ١/ ١٠٢.
(٣) جامع المسائل ١/ ٢٢٣.

<<  <   >  >>