للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي (ت: ١٣٧٧ هـ) : " قال تتعالى: ﴿يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا﴾ [طه: الآية: ١٠٩]، وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص، وأما غيرهم فقال تعالى: ﴿ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع﴾ [غافر: الآية: ١٨]، وقال تعالى عنهم: ﴿فما لنا من شافعين - ولا صديق حميم﴾ [الشعراء: الآيات: ١٠٠ - ١٠١]، وقال تعالى فيهم: ﴿فما تنفعهم شفاعة الشافعين﴾ [المدثر: الآية: ٤٨]، وقد «أخبرنا النبي أنه أوتي الشفاعة، ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها، لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له: «ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع» (١)، الحديث، ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة، بل قال: «فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة»، ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة، وقال له أبو هريرة (ت: ٥٨ هـ) -رضي الله تعالى عنه-: من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه» (٢) " (٣).

[المطلب الثاني عشر: أهل التوحيد هم أسعد الناس بشفاعة النبي ]

يقول الله تعالى مثنيًا على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: الآية: ١٠٠].


(١) رواه البخاري (٣٣٤٠، ٤٤٧٦، ٤٧١٢)، ومسلم (الإيمان/ ٣٢٢، ٣٢٦).
(٢) رواه البخاري (٩٩، ٦٥٧٠).
(٣) أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة ص ٧٥.

<<  <   >  >>