للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسخرية؛ لأن أعداء الدين كثيرون. ولا يثني عزمك أن ترى نفسك وحيدًا في الميدان، فأنت الجماعة وإن كنت واحدًا ما دمت على الحق، ولهذا ثِقْ بأنك منصور؛ إمَّا في الدنيا، وإمَّا في الآخرة" (١).

[المطلب السادس والثلاثون: التوحيد عمارة للعالم.]

• قال فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ) : "الشرك سبب لخراب العالم بدليل قوله تعالى: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١)[مريم: الآيات: ٩٠ - ٩١].

وإذا كان الشرك سببًا لخراب العالم، وجب أن يكون التوحيد سببًا لعمارة العالم، ضرورة كون الضدين مختلفين في الحكم، فإذا ثبت أن كلمة التوحيد سبب لعمارة العالم فأولى أن تكون سببًا لعمارة القلب الذي هو محل الوحدانية، ولعمارة اللسان الذي هو محل ذكر الوحدانية، وذلك يناسب عفو الله عن أهل التوحيد" (٢).

[المطلب السابع والثلاثون: التوحيد نجاة من شتات الأمر والحيرة.]

• قال تعالى: ﴿ضَرَبَ الله مَثَلًا رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: الآية: ٢٩].


(١) "شرح العقيدة الواسطية"؛ لابن عثيمين، ص ٥٣٧.
(٢) عجائب القرآن ٤٥.

<<  <   >  >>