للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يبدأ به، كما أنه أول دعوة الرسل كلهم، قال النبي لمعاذ بن جبل (ت: ١٨ هـ) ، حين بعثه إلى اليمن «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله»، وفي رواية «إلى أن يعرفوا الله»، ولأنه لا يصح مقام من المقامات، ولا حال من الأحوال إلا به، فلا وجه لجعله آخر المقامات، وهو مفتاح دعوة الرسل، وأول فرض فرضه الله على العباد، وما عدا هذا من الأقوال فخطأ، كقول من يقول: أول الفروض النظر، أو القصد إلى النظر، أو المعرفة، أو الشك الذي يوجب النظر. وكل هذه الأقوال خطأ" (١).

قال مُحمد بنُ عبد الوهّاب (ت: ١٢٠٦ هـ) -رحمهُ اللّاه-: "فأَهمُّ مَا عَليكَ: مَعرفةُ التوحِيد، قَبل مَعرفة العِبَادَاتِ كلِّها، حتى الصَّلاة" (٢).

[المطلب العاشر: التوحيد أول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى.]

قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "التوحيد أول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى" (٣).

قال ابن أبي العز (ت: ٧٩٢ هـ : "اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله ﷿" (٤).


(١) مدارج السالكين ١/ ١٥٤.
(٢) الدُّرَرُ السَنِيَّة فِي الأَجوبةِ النَّجدِيَّة (١/ ١٠٧).
(٣) مدارج السالكين ٣/ ٤١١.
(٤) شرح العقيدة الطّحاويّة لابن أبي العزّ الحنفيّ: ٧٧ - ٧٨.

<<  <   >  >>