للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقيم في الآخرة. وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك" (١).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "شجرة الإسلام في القلب، إن لم يتعاهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح، والعود بالتذكر على التفكر، وبالتفكر على التذكر، وإلا أوشك أن تيبس" (٢).

[المطلب الثاني والأربعون: التوحيد يصحح عمل القلب.]

• عن عبد الله بن عمرو (ت: ٦٥ هـ) -قال رسول الله : «إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ» (٣).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "فالقلب الصحيح: هو الذى همه كله فى الله، وحبه كله له، وقصده له، وبدنه له وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه، والخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له .. قرة عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه، فهو كلما وجد من نفسه التفاتا إلى غيره تلا عليها: ﴿يَا أَيَّتُهَا النّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إلى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: الآيات: ٢٧ - ٢٨] " (٤).


(١) الفوائد ص ١٦٤ ط دار الكتب العلمية.
(٢) التفسير القيم ص: ٣٤١.
(٣) رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: ٥، صحيح.
(٤) إغاثة اللهفان ١/ ٧٣.

<<  <   >  >>