للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخول النسخ فيه، وهذه السورة أخلصت التوحيد، ولهذا تسمى سورة الإخلاص" (١).

المطلب الثامن: آيات التوحيد الأكثر ورودًا في السور المكية.

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "فإن السور المكية تضمنت الأصول التي اتفقت عليها رسل الله؛ إذ كان الخطاب فيها يتضمن الدعوة لمن لا يقر بأصل الرسالة وأما السور المدنية ففيها الخطاب لمن يقر بأصل الرسالة كأهل الكتاب الذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض وكالمؤمنين الذين آمنوا بكتب الله ورسله؛ ولهذا قرر فيها الشرائع التي أكمل الله بها الدين: كالقبلة والحج والصيام والاعتكاف والجهاد وأحكام المناكح ونحوها؛ وأحكام الأموال بالعدل كالبيع والإحسان كالصدقة والظلم كالربا وغير ذلك مما هو من تمام الدين ولهذا كان الخطاب في السور المكية: ﴿يا أيها الناس﴾ لعموم الدعوة إلى الأصول؛ إذ لا يدعى إلى الفرع من لا يقر بالأصل" (٢).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "الاعتناء في السور المكية إنما هو بأصول الدين من تقرير التوحيد والمعاد والنبوة، وأما تقرير الأحكام والشرائع فمظنة السور المدنية" (٣).


(١) التفسير القيم ص ٥٩٧.
(٢) مجموع الفتاوى ١٥/ ١٦٠.
(٣) التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ١/ ١٤٠.

<<  <   >  >>