للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد - الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوا أحد﴾ [الإخلاص: الآيات: ١ - ٤]. ولهذا كانت هذه السورة تعدل ثلث القرآن؛ لأنها صفة الرحمن.

والقرآن ثلثه توحيد، وثلثه قصص، وثلثه أمر ونهي؛ لأنه كلام الله، والكلام إما إنشاء وإما إخبار، والإخبار إما عن الخالق وإما عن المخلوق، فصار ثلاثة أجزاء: جزء أمر ونهي وإباحة وهو الإنشاء، وجزء إخبار عن المخلوقين، وجزء إخبار عن الخالق، ف " ﴿قل هو الله أحد﴾ " صفة الرحمن [محضا].

وقد بسطنا الكلام على تحقيق قول النبي «إنها تعدل ثلث القرآن» في مجلد، وفي تفسيرها في مجلد آخر" (١).

• قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت: ١٣٩٣ هـ) -في إشارته إلى الحيّز الكبير الذي تشغله النصوص المتضمنة للعلم بالله تعالى وعبادته من القرآن؛ عن التوحيد العلمي الخبري: "لا تكاد تخلو ورقة من المصحف منه" (٢).

المطلب الخامس: آيات التوحيد أكثر ورودًا في القرآن من آيات الأحكام.

من التقسيم الذي قال به بعضُ أهل العلم أن القرآن ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد، وأخبار، وأحكام، وهذه الأقسام عند التحقيق كلها تعود إلى التوحيد.


(١) منهاج السنة النبوية ٣/ ٢٩٠ - ٢٩١.
(٢) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير ٢/ ٢٥٣.

<<  <   >  >>