للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان كذلك فالذين يدعون المخلوقين، ويطلبون من الموتى، والغائبين، من الملائكة، والبشر، الدعاء، والشفاعة، هم أبعد عن الشفاعة فيهم، والذين لا يدعون إلا الله هم أحق بالشفاعة لهم" (١).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "وفي الصحيح أن أبا هريرة قال له: أي الناس أسعد بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: "من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه" (٢). فبين أن أحق الناس بشفاعته يوم القيامة من كان أعظم توحيدا وإخلاصا لأن التوحيد جماع الدين والله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهو سبحانه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه فإذا شفع محمد حد له ربه حدا فيدخلهم الجنة وذلك بحسب ما يقوم بقلوبهم من التوحيد والإيمان. وذكر أنه من سأل الله له الوسيلة حلت عليه شفاعته يوم القيامة فبين أن شفاعته تنال باتباعه بما جاء به من التوحيد والإيمان وبالدعاء الذي سن لنا أن ندعو له به" (٣).

• قال سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب آل الشيخ (ت: ١٢٣٣ هـ) : "قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾ [طه: الآية: ١٠٩]، والله لا يرتضي إلاَّ التوحيد؛ كما قال - تعالى -: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: الآية: ٨٥]، وقال النبي-: «أسعد الناس بشفاعتي مَنْ قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه» (٤) " (٥).


(١) قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أه الشرك والنفاق ص: ١٢٨.
(٢) رواه البخاري (٩٩، ٦٥٧٠).
(٣) مجموع الفناوى ١/ ٢١٣.
(٤) رواه البخاري (٩٩، ٦٥٧٠).
(٥) "تيسير العزيز الحميد": ص ٢٨٠.

<<  <   >  >>