للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله " والحقنى بالصالحين " إشارة إلى استكمال القوة العملية بالاجتناب عن طرفي الإفراط والتفريط. فقدم العلم على العمل.

ومنها: أنه تعالى لما أوحى إلى موسى راعى هذا الترتيب

فقال: ﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴿١٣﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾﴾ [طه: الآيات: ١٣ - ١٤]. فقوله: ﴿لا إله إلا أنا﴾ إشارة إلى علم الأصول. وقوله: ﴿فأعبدني﴾ إشارة إلى علم الفروع" (١).

ومنها: قوله تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ [النحل: الآية: ٢].

فقوله: ﴿لا إله إلا أنا﴾ إشارة إلى علم الأصول. وقوله: ﴿فاتقون﴾ إشارة إلى علم الفروع" (٢).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو "الأصل"، والأعمال الظاهرة هي "الفروع" وهي كمال الإيمان.

فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل، كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية والقصص والوعد والوعيد

ثم أنزل بالمدينة-لما صار له قوة-فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة والأذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته" (٣).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "فإذا كان أصل العمل الديني


(١) عجائب القرآن للرازي ص ٧ ..
(٢) عجائب القرآن للرازي ص ١٤ - ١٥ ..
(٣) مجموع الفتاوى ١٥/ ٣٥٥.

<<  <   >  >>