للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء من التأله؛ لا قليل ولا كثير، بل التأله كله لله ولكن للمخلوق عنده نوع من القدر والمنزلة والمحبة، وليست كقدر الخالق، والمحبة المأمور بها هي الحب لله كحب الأنبياء والصالحين، فهو يحبهم؛ لأن الله أمر بحبهم، فهذا هو الحب لله، فأما من أحبهم مع الله فهذا مشرك.

كما قال تعالى: ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله﴾ [البقرة: الآية: ١٦٥] " (١).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "وفي قوله: ﴿وما يتذكَّرُ إلّا من يُنيب﴾ [غافر: الآية: ١٣]: إنّما يتَّعظُ من يرجعُ إلى الطّاعة؛ وهذا لأنَّ التَّذكُّر التّامَّ يستلزم التَّأثُّر بما تذكَّره، فإن تذكَّر محبوباً طلبه، وإن تذكَّر مرهوباً هرب منه" (٢).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "وكمال هذه المحبة هو بالعبودية والذل والخضوع والطاعة للمحبوب فالحق الذي خلق به ولأجله الخلق هو عبادة الله وحده التي هي كمال محبته والخضوع والذل له، ولوازم عبوديته من الأمر والنهي والثواب والعقاب، ولأجل ذلك أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وخلق الجنة والنار" (٣).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "وإنه ليس للقلب والروح ألذ ولا أطيب ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله والإقبال عليه وعبادته وحده وقرة العين به، والأنس بقربه، والشوق إلى لقائه ورؤيته، وإن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يعدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا ولذلك كان مثقال ذرة من إيمان بالله ورسوله يخلص من الخلود في دار الآلام فكيف


(١) قاعدة حسنة في الباقيات الصالحات ص ٣٥.
(٢) مجموع الفتاوى ٧/ ٢٥.
(٣) روضة المحبين (ص ٥٩).

<<  <   >  >>