للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس.

ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري.

ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم.

وآخر كالسراج المضيء، وآخر كالسراج الضعيف.

ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم، وبين أيديهم، على هذا المقدار، بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة، علما وعملا، ومعرفة وحالا.

وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته، حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة، ولا ذنبا، إلا أحرقه، وهذا حال الصادق في توحيده، الذي لم يشرك بالله شيئا، فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها، فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته، فلا ينال منها السارق إلا على غرة وغفلة لا بد منها للبشر، فإذا استيقظ وعلم ما سرق منه استنقذه من سارقه، أو حصل أضعافه بكسبه، فهو هكذا أبدا مع لصوص الجن والإنس، ليس كمن فتح لهم خزانته، وولى الباب ظهره" (١).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "من قواعد الشرع والحكمة أيضاً: أنَّ من كَثُرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثيرٌ ظاهرٌ؛ فإنه يُحتمل له ما لايُحتمل لغيره، ويُعفى عنه ما لايُعفى عن غيره" (٢).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "والله سبحانه يُوازنُ يوم


(١) مدارج السالكين ١/ ٣٣٨ - ٣٣٩.
(٢) مفتاح دار السعادة ١/ ٥٠٤.

<<  <   >  >>