للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخلوقات، وأرفعها، وأقربها إلى الله تعالى، فقد ثبت أن العرش أعلى من السموات والأرض والجنة، وأنه كالسقف عليها، والأدلة على هذا الأمر كثيرة.

والقول بأن العرش أعلى المخلوقات هو قول السلف الذي قالوا به وذهبوا إليه، قال محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في كتابه "أصول السنة": "ومن قول أهل السنة أن الله ﷿ خلق العرش، واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء" (١).

وكون العرش أعلى المخلوقات يدل على أنه أقربها إلى الله- تعالى- وهذه ميزة أخرى تضاف إلى الخصائص التي انفرد بها العرش، ويدل على هذا الأمر ما جاء في حديث الأوعال: "ثم فوق ظهورهم العرش، بين أعلاه وأسفله مثل ما بين السماء إلى سماء، والله-تعالى-فوق ذلك " (٢).

• وكذلك ما جاء. ابن مسعود (ت: ٣٢ هـ) : "بين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه " (٣).


(١) أصول السنة ص ٢٨٢.
(٢) أخرجه ابن ماجه في "سننه"، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية: (١/ ٦٩)، والإمام أحمد في "مسنده": (١/ ٢٥٧)، وأبو داود في "سننه"، كتاب السنة، باب في الجهمية: (٥/ ٩٣، حديث ٤٧٢٣)، والدارمي في "الرد على بشر المريسي": ص ٤٤٨، والآجري في "الشريعة": ص ٢٩٢، واللالكائي في "السنة": (٣/ ٣٩٠)، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب".
(٣) أثر صحيح وافر الطرق: أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد": ص ١٠٥، والدارمي في "الرد على الجهمية": ص ٢٦، ٢٧، وأبو الشيخ في "العظمة": (ت ٣٤/ أ)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة": (٣/ ٣٩٦)، وأورده ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية: ص ١٠٠، وقال: رواه سنيد بن داود بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>