للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من التكبر، والتكبر يُحْبِط الأعمال" (١).

• سئل محمد بن عبد الله الفرغاني (لم أقف على تأريخ وفاته) -عن الافتقار إلى الله تعالى والاستغناء به أيهما أكمل؟ فقال: "إذا صح الافتقار إلى الله تعالى صح الاستغناء به، واذا صح الاستغناء به صح الافتقار إليه، فلا يقال أيهما أكمل لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر" (٢).

• قال سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري الحنبلي (ت ٧١٦ هـ) : "قال تعالى: ﴿ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون﴾ [النحل: الآية: ٧٥] دليل آخر على التوحيد، وتقريره أن الله-﷿-غني له ملك السماوات والأرض، وآلهتكم عبيد فقراء، فلا يساوونه في رتبة الإلهية، ولا يستحقون معه صفة المعبودية، كما لا يستوي العبد الفقير منكم والموسر الذي ينفق من يساره سرا وجهرا.

ويحتج بهذه على أن العبد لا يملك بالتمليك، لأن الفقر جعل وصفا له لازما في دليل التوحيد؛ فلا يجوز زواله، كما لا يزول التوحيد" (٣).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "والعبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارا إليه وخضوعا له: كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأسعد الخلق: أعظمهم عبودية لله. وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن


(١) الهداية إلى بلوغ النهاية (سورة الأنفال: الآية: ٤).
(٢) طريق الهجرتين ١/ ٩٧.
(٣) كتاب الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية ص: ٣٨٢.

<<  <   >  >>