للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثلاثا فجمع بين التكبير والتهليل. وكذلك حديث عدي بن حاتم (ت: بين ٦٦ - ٦٩ هـ) الذي رواه أحمد والترمذي فيه أن النبي قال له: «يا عدي ما يفرك؟ أيفرك أن يقال: لا إله إلا الله فهل تعلم من لا إله إلا الله؟ يا عدي ما يفرك أيفرك أن يقال: الله أكبر؟ فهل من شيء أكبر من الله» (١)، فقرن النبي بين التهليل والتكبير.

وفي صحيح مسلم حديث أبي مالك الأشعري (ت: ١٨ هـ) -عن النبي--أنه قال: «الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو قال تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو: فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» (٢)، فأخبر أنه يملأ ما بين السماء والأرض وهذا أعظم من ملئه للميزان. وفي الحديث الذي في الموطأ حديث طلحة بن عبد الله بن كريز (ت: ٣٦ هـ) -أن النبي--قال: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (٣). فجمع في هذا الحديث بين " أفضل الدعاء وأفضل الثناء فإن الذكر نوعان: دعاء وثناء فقال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة. وأفضل ما قلت هذا الكلام ". ولم يقل أفضل ما قلت يوم عرفة هذا الكلام. وإنما هو أفضل ما قلت مطلقا.

وكذلك في حديث رواه ابن أبي الدنيا (ت: ٢٨١ هـ) «أفضل


(١) أخرجه الترمذي (٢٩٥٣).
(٢) صحيح مسلم: (٢٢٣).
(٣) أخرجه الترمذي (٥٠٠)، وأحمد (٦٩٦١)، ومالك في الموطأ (٩٤٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨٤٧٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٤٠٧٢).

<<  <   >  >>