للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقب الوضوء". ففي الحديث الصحيح في مسلم وغيره من حديث عقبة عن عمر بن الخطّاب (ت: ٢٣ هـ) أنه قال: قال رسول الله «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية. يدخل من أيها شاء»، وفي حديث آخر أنه يقول «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك». وقد روي عن طائفة من السلف في الكلمات التي تلقاها آدم من ربه نحو هذه الكلمات. روى ابن جرير (ت: ٣١٠ هـ) ، عن مجاهد بن جبر (ت: ١٠٤ هـ) ، أنه قال "اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك. رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي. إنك خير الغافرين. اللهم لا إله إلا أنت. سبحانك وبحمدك. رب إني ظلمت نفسي فارحمني. فأنت خير الراحمين. لا إله إلا أنت. سبحانك وبحمدك. رب إني ظلمت نفسي فتب علي. إنك أنت التواب الرحيم" فهذه الكلمات من جنس خاتمة الوضوء. وخاتمة الوضوء: فيها التسبيح والتحميد والتوحيد والاستغفار. فالتسبيح والتحميد والتوحيد لله. فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو. والاستغفار من ذنوب النفس التي منها تأتي السيئات" (١).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "والحمد إنما يتم بالتوحيد، وهو مناط للتوحيد، ومقدمة له ولهذا يفتتح به الكلام، ويثنى بالتشهد، وكل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم، وكل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء" (٢).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "فإذا قيل: "لا إله إلا الله"؛


(١) مجموع الفتاوى ١٤/ ٤١٨ - ٤٢٠.
(٢) قاعدة حسنة في الباقيات الصالحات. ص ٤١.

<<  <   >  >>