للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ت: ٦٨ هـ) : الامتحان أن تطلب بأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلت ذلك لم ترد، فقال فريق منهم عائشة أم المؤمنين: الامتحان هو أن تعرض عليها الشروط التي في الآية بعد هذا من ترك الزنا والسرقة والبهتان والعصيان، فإذا أقرت بذلك فهو امتحان" (١).

• قال القرطبي (ت: ٦٧١ هـ) : "واختلف فيما كان يمتحنهن به على ثلاثة أقوال:

الأول: قال ابن عباس (ت: ٦٨ هـ) : كانت المحنة أن تستحلف بالله أنها ما خرجت من بغض زوجها، ولا رغبة من أرض إلى أرض، ولا التماس دنيا، ولا عشقا لرجل منا؛ بل حبا لله ولرسوله. فإذا حلفت بالله الذي لا إله إلا هو على ذلك، أعطى النبي زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يردها؛ فذلك قوله تعالى: ﴿فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن﴾.

الثاني: أن المحنة كانت أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ قاله ابن عباس (ت: ٦٨ هـ) أيضا.

الثالث: بما بينه في السورة بعد من قوله تعالى: ﴿يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات﴾ قالت عائشة (ت: ٥٨ هـ) : ما كان رسول الله يمتحن إلا بالآية التي قال الله: ﴿إذا جاءك المؤمنات يبايعنك﴾ رواه معمر عن الزهري عن عائشة. خرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح" (٢).


(١) تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ٥/ ٢٩٧.
(٢) تفسير القرطبي (سورة الممتحنة الآية ١٠).

<<  <   >  >>