للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : (وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين وإليهما ينتهي.

فالرضا بإلهيته يتضمن الرضا بمحبته وحده وخوفه ورجائه والإنابة إليه والتبتل إليه وانجذاب قوى الإرادة والحب كلها إليه فعل الراضي بمحبوبه كل الرضا وذلك يتضمن عبادته والإخلاص له.

والرضا بربوبيته: يتضمن الرضا بتدبيره لعبده، ويتضمن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به والاعتماد عليه، وأن يكون راضيًا بكل ما يفعل به.

وأما الرضا بنبيه رسولًا: فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولى به من نفسه فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره في أي أمر من الأمور.

وأما الرضا بدينه: فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهى: رضي كل الرضا ولم يبق في قلبه حرج من حكمه وسلم له تسليما، ولو كان مخالفا لمراد نفسه، أو هواها، أو قول مقلده وشيخه وطائفته" (١).

• كتب عمر بن الخطّاب (ت: ٢٣ هـ) -إلى أبي موسى (ت: ٤٤ هـ) : "أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر" (٢).

• قال الفضيل بن عياض (ت: ١٨٧ هـ) : "أحق الناس بالرضا عن الله، أهل المعرفة بالله" (٣).


(١) مدارج السالكين ٢/ ١٧٢.
(٢) مدارج السالكين ٢/ ١٧٥.
(٣) حلية الأولياء ٨/ ١٠٤.

<<  <   >  >>