للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوالد، وأنه إله أحد صمد لم يلد فيكون له فرع ولم يولد فيكون له أصل ولم يكن له كفوا أحد فيكون له نظير. ومع هذا فهو الصمد الذي اجتمعت له صفات الكمال كلها.

فتضمنت السورة إثبات ما يليق بجلاله من صفات الكمال، ونفي ما لا يليق به من الشريك أصلا وفرعا ونظيرا. فهذا توحيد العلم والاعتقاد.

والثاني: توحيد القصد والإرادة وهو: ألا يعبد إلا إياه، فلا يشرك به في عبادته سواه، بل يكون وحده هو المعبود.

وسورة قل يا أيها الكافرون مشتملة على هذا التوحيد.

فانتظمت السورتان نوعي التوحيد وأخلصتا له، فكان يفتتح بهما النهار في سنة الفجر، ويختتمه بهما في سنة المغرب.

وفي السنن «أنه كان يوتر بهما»

فيكونان خاتمة عمل الليل كما كانا خاتمة عمل النهار" (١).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "لا سعادة لهم ولا فلاح ولا صلاح ولا نعيم إلا بأن يعرفوه ويعتقدوه، ويكون هو وحده غاية مطلوبهم، والتقرب إليه قرة عيونهم، فمتى فقدوا ذلك كانوا أسوأ حالا من الأنعام، وكانت الأنعام أطيب عيشا منهم في العاجل وأسلم عاقبة في الآجل" (٢).

• قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين (ت: ١٤٢١ هـ) : "بين أن تقواه وطاعته سبب للفلاح والرحمة" (٣).


(١) التفسير القيم ص ٥٩٤.
(٢) الصواعق المرسلة "١/ ٣٦٥ - ٣٦٧.
(٣) كتاب المداينة ص ٢٦ - ٢٧.

<<  <   >  >>