للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كان مراده جنس الشرك؛ فيقال: ظلم العبد نفسه كبخله-لحب المال-ببعض الواجب هو شرك أصغر، وحبه ما يبغضه الله حتى يكون يقدم هواه على محبة الله شرك أصغر ونحو ذلك. فهذا صاحبه قد فاته من الأمن والاهتداء بحسبه ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الظلم بهذا الاعتبار" (١).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "الأمن من عذاب الله وحصول السعادة إنما هو بطاعته تعالى لقوله: ﴿ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم﴾ [النساء: الآية: ١٤٧]، وقال تعالى: ﴿قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم﴾ [الفرقان: الآية: ٧٧]، أي لو لم تدعوه كما أمر فتطيعوه فتعبدوه وتطيعوا رسله فإنه لا يعبأ بكم شيئا. وهذه الوسيلة التي أمر الله أن تبتغى إليه فقال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة﴾ [المائدة: الآية: ٣٥]، قال عامة المفسرين كابن عباس (ت: ٦٨ هـ) ومجاهد بن جبر (ت: ١٠٤ هـ) وعطاء بن أبي رباح (ت: ١١٤ هـ) والفراء (ت: ٢٠٧ هـ): الوسيلة القربة. قال قتادة بن دعامة السدوسي (ت: ١١٨ هـ): تقربوا إلى الله بما يرضيه. قال أبو عبيدة: توسلت إليه أي تقربت. وقال عبد الرحمن بن زيد (ت: ١٨٢ هـ): تحببوا إلى الله. والتحبب والتقرب إليه إنما هو بطاعة رسوله. فالإيمان بالرسول وطاعته هو وسيلة الخلق إلى الله ليس لهم وسيلة يتوسلون بها ألبتة إلا الإيمان برسوله وطاعته" (٢).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "والخالص من الشرك يحصل له الأمن كما قال تعالى: ﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك


(١) مجموع الفتاوى (٧/ ٨١ - ٨٢).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٤٣٣).

<<  <   >  >>