للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تمثيل الإيمان بالشجرة؛ هي: أنّ الشجرة لا تكون شجرة إلا بثلاثة أشياء: عرقٌ راسخٌ، وأصلٌ قائمٌ، وفرعٌ عالٍ، كذلك الإيمان لا يتم إلا بثلاثة أشياء: تصديقٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأبدان" (١).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "فَكُلُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ الْعَبْدُ وَلَا يَكُونُ طَاعَةً لِلَّهِ وَعِبَادَةً وَعَمَلًا صَالِحًا فَهُوَ بَاطِلٌ فَإِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ وَإِنْ نَالَ بِذَلِكَ الْعَمَلِ رِئَاسَةً وَمَالًا فَغَايَةُ الْمُتَرَئِّسِ أَنْ يَكُونَ كَفِرْعَوْنَ وَغَايَةُ الْمُتَمَوِّلِ أَنْ يَكُونَ كقارون" (٢).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "والمقصود أن كلمة التوحيد إذا شهد بها المؤمن عارفا بمعناها وحقيقتها نفيا وإثباتا متصفا بموجبها قائما قلبه ولسانه وجوارحه بشهادته، فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل من هذا الشاهد، أصلها ثابت راسخ في قلبه، وفروعها متصلة بالسماء، وهي مخرجة لثمرتها كل وقت" (٣).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "شبه سبحانه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة. لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح، والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع. وهذا ظاهر على قول جمهور المفسرين الذين يقولون: الكلمة الطيبة: هي شهادة أن لا إله إلا الله. فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة، الظاهرة والباطنة. فكل عمل صالح مرض لله فهو ثمرة هذه الكلمة.

وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (ت: ٦٨ هـ) قال: ﴿كلمة طيبة﴾: شهادة أن لا إله إلا الله ﴿كشجرة طيبة﴾: وهو


(١) معالم التنزيل ٤/ ٣٤٧.
(٢) مجموع الفتاوى ٨/ ٧٦.
(٣) إعلام الموقعين ١/ ١٣٣.

<<  <   >  >>