للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوسع قلبه، ﴿ومن يرد أن يضله﴾ عن دينه، ﴿يجعل صدره ضيقا﴾ بالتوحيد، يعني أبا جهل، حتى لا يجد التوحيد من الضيق مجازا، ثم قال: ﴿حرجا﴾ شكا، ﴿كأنما يصعد في السماء ﴿، يقول: هو بمنزلة المتكلف الصعود إلى السماء لا يقدر عليه، ﴿كذلك﴾، يعني هكذا، ﴿يجعل الله الرجس﴾، يقول: الشر، ﴿على الذين لا يؤمنون﴾ بالتوحيد" (١).

• قال فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ) : عند تفسير قوله تعالى: ﴿قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد﴾ [سبأ: الآية: ٤٦]، "ومن وحد الله حق التوحيد يشرح الله صدره ويرفع في الآخرة قدره" (٢).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ): "التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: الآية: ٢٢] " (٣).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "من وطَّن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب، واشتد به القلق" (٤).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "فأتبع الناس لرسوله--أشرحهم صدرا، وأوضعهم وزرا، وأرفعهم ذكرا، وكلما قويت متابعته علما وعملا وحالا وجهادا، قويت هذه الثلاثة حتى يصير صاحبها أشرح الناس صدرا، وأرفعهم في العالمين ذكرا. وأما وضع وزره فكيف لا يوضع عنه ومن في السماوات والأرض ودواب البر والبحر يستغفرون


(١) تفسير مقاتل بن سليمان (سورة الأنعام الآية: ١٢٥).
(٢) تفسير مفاتيح الغيب للرازي (سورة سبأ الآية: ٤٦).
(٣) زاد المعاد ٢/ ٢٢.
(٤) الكلام على مسألة السماع ١/ ٣٩٧.

<<  <   >  >>