للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قال منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد المروزى السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي (ت ٤٨٩ هـ) -في التوحيد: "من خالف أصله كان كافرا، وعلى المسلمين مفارقته والتبرء منه؛ وذلك لأن أدلة التوحيد كثيرة ظاهرة متواترة، قد طبقت العالم وعم وجودها في كل مصنوع، فلم يعذر أحد بالذهاب عنها" (١).

• قال سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري الحنبلي (ت ٧١٦ هـ) : " ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾ [يوسف: الآية: ١٠٦] يعني الكفار كانوا يؤمنون بالله أنه الخالق، ومع ذلك يشركون الأصنام في العبادة والإيمان وهو التصديق بالله-﷿-لا ينافي الشرك، إنما الذي ينافي الشرك هو التوحيد وهم كانوا يؤمنون بالله-﷿-وجودا وخلقا وغير ذلك، ولكن لا يوحدونه عبادة" (٢).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "فأعظم السيئات: جحود الخالق. والشرك به وطلب النفس أن تكون شريكة وندا له أو أن تكون إلها من دونه. وكلا هذين وقع فإن فرعون طلب أن يكون إلها معبودا دون الله تعالى. وقال ﴿ما علمت لكم من إله غيري﴾ [القصص: الآية: ٣٨]، وقال ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ [النازعات: الآية: ٢٤]، وقال لموسى ﴿لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين﴾ [الشعراء: الآية: ٢٩]، و ﴿فاستخف قومه فأطاعوه﴾ [الزخرف: الآية: ٥٤]. وإبليس يطلب: أن يعبد ويطاع من دون الله. فيريد: أن يعبد ويطاع هو ولا يعبد الله ولا يطاع. وهذا الذي في فرعون وإبليس هو غاية الظلم والجهل. وفي نفوس سائر الإنس والجن: شعبة من هذا وهذا" (٣).


(١) قواطع الأدلة: ٢/ ٣٠٨.
(٢) الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية ص: ٣٥٢.
(٣) مجموع الفتاوى ١٤/ ٣٢٣.

<<  <   >  >>