للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التوحيد كله. وبهذه المعاني وقع البيان في قوله لأبى بن كعب: «أي آية في القرآن أعظم؟» قال: ﴿لا إله إلا هو الحي القيوم﴾. قال: «ليهنك العلم يا أبا المنذر» (١). وإنما كانت أعظم؟ لأنها توحيد كلها، كما صار قوله: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله" الحديث (٢)، أفضل الذكر؛ لأنها كلمة حوت علوم جميع التوحيد، والفاتحة تضمنت التوحيد كله والعبادة والوعظ والتذكير، ولا يستبعد ذلك في قدرة الله، فإن الله جمع التوحيد كله في آية الكرسي، ثم جمعه في أقل حروفا منها التوحيد، وهو: ﴿قل هو الله أحد﴾. ثم جمعه لرسوله في كلمات يوم عرفة المتقدمة. ثم جمع ذلك في آية واحدة، وهي قوله: ﴿وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق﴾ [الأحقاف: الآية: ٣]. وقوله: ﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا﴾ [المؤمنون: الآية: ١١٥] " (٣).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "ولهذا كانت سورة "الأنعام" أفضل من غيرها وكذلك سورة "يس" ونحوها من السور التي فيها أصول الدين التي اتفق عليها الرسل كلهم صلوات الله عليهم. ولهذا كانت ﴿قل هو الله أحد﴾ [الإخلاص: الآية: ١]، مع قلة حروفها تعدل ثلث القرآن؛ لأن فيها التوحيد فعلم أن آيات التوحيد أفضل من غيرها﴾ " (٤).

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "كلمة التوحيد أفضل الكلام،


(١) أخرجه مسلم (٨١٠).
(٢) أخرجه مالك في الموطأ (٥٧٢) رواية يحيى، وأحمد: ٢/ ٢١٠، والترمذي (٣٥٨٥) من حديث عمرو بن شعبب، عن أبيه، عن جده. قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه". وصححه من المعاصرين الألباني في سلسلته الصحيحة (١٥٠).
(٣) كتاب المسالك في شرح موطأ مالك لابن العربي المالكي ٢/ ٣٧٠.
(٤) مجموع الفتاوى (١٧/ ١٩٠).

<<  <   >  >>