للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجامع لجميع الأسماء الحسنى ولو شاركه شيء لم يكن محيطاً وللتفرد قال مبرهناً على ذلك: ﴿الواحد﴾ أي بكل اعتبار فلا يمكن أن يكون له جزء أو يكون له شبيه محتاجاً مكافئاً ﴿القهار﴾ أي الذي يقهر غيره على ما يريد، وهذا برهان على أنه الإله وحده وأن آلهتهم بعيدة عن استحقاق الإلهية لتعددها وتكافئها بالمشابهة واحتياجها" (١).

• قال أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (ت: ٨٩٨ هـ) : "قال تعالى: ﴿كل كذب الرسل﴾ [ق: الآية: ١٤]، أي فيما أرسلوا به من الشرائع التي من جملتها البعث الذي أجمعوا عليه قاطبة أي كل قوم من الأقوام المذكورين كذبوا رسولهم أو كذب جميعهم جميع الرسل بالمعنى المذكور وإفراد الضمير باعتبار لفظ الكل أو كل واحد منهم كذب جمع الرسل لاتفاقهم على الدعوة إلى التوحيد والإنذار بالبعث والحشر فتكذيب واحد منهم تكذيب للكل وهذا على تقدير رسالة تبع ظاهر وأما على تقدير عدمها وهو الأظهر فمعنى تكذيب قومه الرسل تكذيبهم بمن قبلهم من الرسل المجمعين على التوحيد والبعث" (٢).

• قال محمد بن علي الشوكاني (ت: ١٢٥٥ هـ) : "ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يقول قولاً جامعاً بين التخويف، والإرشاد إلى التوحيد، فقال: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ﴾ أي: مخوّف لكم من عقاب الله وعذابه ﴿وَمَا مِنْ إله﴾ يستحق العبادة ﴿إِلاَّ الله الواحد﴾ الذي لا شريك له القهار﴾ لكل شيء سواه" (٣).


(١) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي. (سورة ص: الآية: ٦٥).
(٢) تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود (تفسير سورة ق: الآية: ١٤)، ٨/ ١٢٨.
(٣) تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير للشوكاني. (سورة ص: الآية: ٦٥).

<<  <   >  >>