للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيهما للشمس" (١).

• قال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت: ١٢٨٥ هـ) : "قوله في حديث أنس (ت: ٩٠ هـ): " أن ناسا قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا "الحديث، كره ذلك لئلا يكون وسيلة إلى الغلو فيه والإطراء كما تقدم في قوله: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله» (٢)، وهذا من كمال نصحه للأمة وشفقته عليهم، حذرهم مما يكون ذريعة إلى الغلو فيه.

فقوله: "لا تطروني" الإطراء هو الغلو، "كما أطرت النصارى ابن مريم"، كما قال تعالى: ﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه﴾ [النساء: الآية: ١٧١]، قوله: «إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله»، أمرهم أن لا يتجاوزوا هذا القول، وقد أمر الله عباده بالصلاة والسلام عليه؛ لأن أشرف مقامات الأنبياء العبودية الخاصة والرسالة.

وقوله: «أنا محمد عبد الله ورسوله»، فأعلى مراتب العبد هاتان الصفتان العبودية الخاصة والرسالة، وللنبي أكملها، وقد أخبر تعالى أنه وملائكته يصلون عليه، وأمر أمته أن يصلوا عليه، وأثنى عليه بأحسن ثناء وأبلغه، وشرح له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، فلا يذكر في الأذان والتشهد والخطب، إلا ذكر معه صلوات الله وسلامه عليه" (٣).


(١) الداء والدواء ص ١٣٥.
(٢) رواه البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٤٤٥)، وأحمد (١/ ٢٣، ١/ ٢٤، ١/ ٤٧). قوله: "لا تطروني" الإطراء هو الغلو، "كما أطرت النصارى ابن مريم"، كما قال تعالى: ﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه﴾ ٢ قوله: " إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله " ٣ أمرهم أن لا يتجاوزوا هذا القول، وقد أمر الله عباده بالصلاة والسلام عليه؛ لأن أشرف مقامات الأنبياء العبودية الخاصة والرسالة.
(٣) قرة عيون الموحدين ص ٢٥٩.

<<  <   >  >>