للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التستري (ت: ٢٨٣ هـ) : ﴿قصد السبيل﴾: السنة، ﴿ومنها جائر﴾ الأهواء والبدع. دليله قوله تعالى: ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل﴾ [الأنعام-١٥٣] " (١).

• قال محمد بن جرير الطبري (ت: ٣١٠ هـ) : "يقول تعالى ذكره: ﴿وعلى الله﴾ أيها الناس بيان طريق الحقّ لكم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنما يضلّ عليها. والسبيل: هي الطريق، والقصد من الطريق: المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.

وقوله: ﴿وَمِنْها جائِرٌ﴾ يعني تعالى ذكره: ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوّج، فالقاصد من السبل: الإسلام، والجائر منها: اليهودية والنصرانية وغير ذلك من ملل الكفر كلها جائر عن سواء السبيل وقصدها، سوى الحنيفية المسلمة.

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "المعنى من سلك الهدى فعلى الله سبيله كقوله ﴿وعلى الله قصد السبيل﴾ وهذا قول مجاهد (ت: ١٠٤ هـ)، وهو أصح الأقوال في الآية، قال الواحدي (ت: ٤٦٨ هـ): ﴿علينا للهدى﴾ أي إن الهدى يوصل صاحبه إلى الله وإلى ثوابه وجنته وهذا المعنى في القرآن في ثلاث مواضع ههنا، وفي النحل في قوله: ﴿وعلى الله قصد السبيل﴾ [سورة النحل: الآية: ٩]، وفي الحجر في قوله ﴿هذا صراط علي مستقيم﴾ [الحجر: الآية: ٤١]، وهو معنى شريف جليل يدل على أن سالك طريق الهدى يوصله طريقه إلى الله ولا بد والهدى هو الصراط المستقيم فمن سلكه أوصله إلى الله فذكر الطريق والغاية فالطريق الهدى والغاية الوصول إلى الله فهذه أشرف الوسائل وغايتها أعلى


(١) تفسير معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي. (سورة النحل: الآية: ٩)، والكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي (سورة النحل: الآية: ٩).

<<  <   >  >>