للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبله. وقد قيل: إنه اسم الله الَاعظم، وهي كلمة الإخلاص" (١).

• قال محمد الأمين الشنقيطي (ت: ١٣٩٣ هـ) : "ثم يؤتى ببطاقة-والبطاقة: القطعة الصغيرة قدر الأنملة-مكتوب فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا -رسول الله، فيقول: وما تغني هذه البطاقة مع هذه السجلات العظيمة الكثيرة؟! فيقال له: إنك لا تظلم. فتوضع تلك البطاقة الصغيرة في كفة الميزان وتلك السجلات العظيمة الهائلة في الكفة الأخرى، فطاشت تلك السجلات، وثقلت تلك البطاقة؛ لأن اسم الله-جل وعلا-لا يعادله شيء.

استدلوا بهذا الحديث على أن الموزون هو صحائف الأعمال لذكر وزن السجلات ووزن البطاقة التي فيها شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.

وذهبت جماعة من العلماء، ورواه غير واحد عن ابن عباس (ت: ٦٨ هـ) (٢): أن الموزون نفس الأعمال، وأن الله يحول الأعمال الحسنة إلى أجرام حسنة مضيئة نيرة، والله-جل وعلا-قادر على كل شيء، فهو قادر على أن يقلب ما ليس بجسم أن يقلبه جسما، وقد جاء ما يدل على هذا كما جاء في حديث الترغيب في الزهراوين البقرة وآل عمران «أنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو فرقان من طير صواف» (٣)، وكما جاء


(١) "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٨/ ١٩٢).
(٢) أخرجه البيهقي في الشعب (٢/ ٦٩)، وتفسير معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي. (٢/ ١٤٩)، ونقله عنه ابن كثير (٢/ ٢٠٢)، وذكره السيوطي في الدر (٣/ ٧٠)، وهذا الأثر لا يصح عن ابن عباس لأنه من طريق الكلبي عن أبي صالح
(٣) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة. حديث رقم (٨٠٤ - ٨٠٥)، (١/ ٥٥٣ - ٥٥٤)، من حديث أبي أمامة والنواس بن سمعان .

<<  <   >  >>