(٢) وهو: زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، المصري، الشافعي، أبو يحيى: شيخ الإسلام، قاضٍ مفسر، من حفاظ الحديث، ولد في سنيكة (بشرقية مصر)، وتعلم في القاهرة وكُفّ بصره سنة (٩٠٦ هـ)، نشأ فقيرا معدمًا، قيل: كان يجوع في الجامع، فيخرج بالليل يلتقط قشور البطيخ، فيغسلها ويأكلها، ولما ظهر فضله تتابعت إليه الهدايا والعطايا، بحيث كان له قبل دخوله في منصب القضاء كل يوم نحو ثلاثة آلاف درهم، فجمع نفائس الكتب وأفاد القارئين عليه علما ومالا، وولاه السلطان قايتباي الجركسي (٨٢٦ - ٩٠١) قضاء القضاة، فلم يقبله إلا بعد مراجعة وإلحاح، ولما ولي رأى من السلطان عدولًا عن الحق في بعض أعماله، فكتب إليه يزجره عن الظلم، فعزله السلطان، فعاد إلى اشتغاله بالعلم إلى أن توفي، له تصانيف كثيره، منها: فتح الرحمن -في التفسير، وتحفة الباري على صحيح البخاري، وفتح الجليل -تعليق على تفسير البيضاوي، وشرح إيساغوجي -في المنطق، وشرح ألفية العراقي -في مصطلح الحديث، وشرح شذور الذهب -في النحو، وتحفة نجباء العصر -في التجويد، واللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم -رسالة، والدقائق المحكمة -في القراءات، وفتح العلام بشرح الأعلام بأحاديث الأحكام، وتنقيح تحرير اللباب -فقه، وغاية الوصول -في أصول الفقه، ولب الأصول -اختصره من جمع الجوامع، وأسنى المطالب في شرح روض الطالب -فقه، والغرر البهية في شرح البهجة الوردية -فقه، ومنهج الطلاب -في الفقه، والزبدة الرائقة -رسالة في شرح البردة (ت٩٢٦ هـ). انظر: الأعلام للزركلي (٣/ ٤٦).