للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الفيل]

مكية

{بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١)} [١] جائز، فصلًا بين الاستفهامين.

{فِي تَضْلِيلٍ (٢)} [٢] ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف «أبابيل»؛ لأنَّ الجملة بعده صفة، وهكذا إلى آخر السورة، والإجماع على أنَّهما سورتان، وإن اللام في «لإيلاف» في معنى: التعجب، والتقدير: أعجب يا محمد لنعم الله على قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ولذلك فصل بين السورتين بالبسملة، وقيل: لا وقف في سورة الفيل، ولا في آخرها، بل هي متصلة بقوله: «لئلاف قريش» وإن اللام متعلقة بـ «تر كيف» أو بقوله: «فجعلهم»، والمعنى: أهلكنا أصحاب الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها؛ وذلك أنَّه كانت لهم رحلتان رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، فجعل الله هذا منة على قريش؛ لأن يشكروه عليها، فعلى هذا لا يجوز الوقف على «مأكول»، وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّه قرأ السورتين متصلتين في ركعة من المغرب وعن جماعة من التابعين أيضًا (١).

{وَالصَّيْفِ (٢)} [٢] كاف، إن لم تتعلق لام «لئلاف» بقوله: «فليعبدوا» على معنى: التأخير، أي: فليعبدوا رب هذا البيت لئلاف قريش؛ فعلى هذا لا يكون في هذه السورة وقف لاتصال الكلام بعضه ببعض، ولا يوقف على «البيت» ولا على «من جوع» لقطع الصفة عن موصوفها في الأول، وللعطف في الثاني (٢).

وآخر السورة تام.

[سورة الماعون]

مكية أو مدنية

وقيل: نصفها كذا، ونصفها كذا.

{بِالدِّينِ (١)} [١] حسن، لتناهى الاستفهام؛ وعلى أنَّ جواب الاستفهام مقدر، تقديره: إن لم تبصره وتعرفه فهو ذلك، ومن وصل فللفاء، والأول أقعد، ولا يوقف على «اليتيم» والدَّع: الدفع، ومنه فذلك الذي يدع اليتيم، أي: يدفعه عن حقه ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أنكم مدعون يوم القيامة مقدمة أفواهكم بالفدام» (٣) وفي القاموس: والفِدامة والفِدام، بكسر الفاء: شيء تشده العجم والمجوس على


(١) انظر: تفسير الطبري (٢٤/ ٦٠٥)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(٢) انظر: المصدر السابق (٢٤/ ٦٠٥).
(٣) صححه الذهبي في المستدرك على الصحيحين، وذكر في كتاب الأهوال، وكذا ذكر في المعجم الكبير للطبراني.-الموسوعة الشاملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>