للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة القصص]

مكية

إلَّا قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ} [٨٥] الآية فإنَّها نزلت بالجحفة، وإلَّا قوله: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} [٥٢]، إلى {الْجَاهِلِينَ (٥٥)} [٥٥] فمدني.

-[آيها:] وهي ثمان وثمانون آية إجماعًا.

- وكلمها: ألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة.

- وحروفها: خمسة آلاف وثمانمائة حرف.

وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل.

{طسم (١)} [١] تقدم الكلام عليه.

{الْمُبِينِ (٢)} [٢] كاف؛ إن جعل «تلك» مبتدأ، و «آيات الكتاب» خبره «هذا» إن وقفت على «طسم» وإلَّا فالوقف على «المبين» تام.

{بِالْحَقِّ} [٣] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام بعده من صلة ما قبله.

{يُؤْمِنُونَ (٣)} [٣] تام.

{شِيَعًا} [٤] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا، وحالًا من الضمير في «وجعل»، أو صفة لـ «شيعًا»، و «يذبح» بدلًا من محل يستضعف، وأنَّه كان من «المفسدين» بيان للنبأ.

{نِسَاءَهُمْ} [٤] كاف.

{مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤)} [٤] تام.

{فِي الْأَرْضِ} [٥] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ونجعلهم أئمة» منصوب بالنسق على ما عملت فيه «أن»، وكذا «أئمة» لعطف ما بعده على ما قبله.

{الْوَارِثِينَ (٥)} [٥] جائز.

{وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [٦] حسن؛ على قراءة حمزة والكسائي (١): «ويرى فرعون» بالياء والإمالة، ورفع: «فرعونُ» وما بعده ثلاثيًا مستأنفًا؛ فكأنه قال: «ويرى فرعون وهامان وجنودهما»، وليس بوقف على قراءة الباقين بالنون المضمومة ونصب «فرعونَ» (٢)، وما بعده لأنَّ الواو في «ونرى»؛ بمعنى: اللام.

{مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (٦)} [٦] تام.

{أَنْ أَرْضِعِيهِ} [٧] حسن؛ للابتداء بالشرط.

{فِي الْيَمِّ} [٧] جائز.

{وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} [٧] كاف؛ للابتداء بـ «إنَّا»، ومثله: «من المرسلين» أفصح ما في الكتاب، «وأوحينا إلى أم موسى» الآية؛ لأنَّ فيها أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين (٣).

{وَحَزَنًا} [٨] كاف.

{خَاطِئِينَ (٨)} [٨] تام.

{قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} [٩] كاف، وقال الزجاج: تام، قال الكواشي: يحمل قول الزجاج إن لم يرد بقوله: تام، التام المعروف عند أهل هذا الفن؛ بل أراد الصالح، وكأنه يشير إلى استحباب الوقف على «لك» لئلا يتوهم أنَّ الوقف على «لا» جائز، ومما يقوى هذا أنَّ الزجاج قلما تعرض إلى ذلك الوقف والله أعلم بكتابه. اهـ.

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال: الوقف على «لا»؛ لأنَّ امرأة فرعون قالت: «قرة عين لي ولك»، فقال لها فرعون: أمَّا لك فنعم، وأما لي فلا، ليس هو لي قرة عين. فكان كما قال قال الفراء وأبو حاتم وجماعة من أهل الكوفة إن هذا لحن، ولا وجه لهذا الوقف في العربية؛ لأنَّه لو كان كذلك لقال: تقتلونه، بنون الرفع، إذ لا مقتضى لحذفها؛ لأنَّ حذفها إنَّما كان للنهي، فإذا بطل أن يكون نهيًا وجب ثبوت النون، فلما جاء بغير نون علم أنَّ العامل في الفعل «لا» فلا يفصل منه، وهذا القول أقدم من قائله، على مثل ابن عباس، وهو الإمام المقدم في الفصاحة والعربية وأشعار العرب وتأويل الكتاب والسنة، قال السدي: قال ابن عباس: لو أنَّ فرعون قال هو قرة عين لي لكان ذلك إيمانًا منه، ولهداه الله لموسى كما هدى زوجته، ولكنه أبى فحرم ذلك (٤). ولقول ابن عباس مذهب سائغ في العربية، وهو: أن يكون «تقتلوه» معه حرف جازم قد أضمر قبل الفعل؛ لأنَّ ما قبله يدل عليه؛ فكأنَّه قال: قرَّة عين لي ولك لا، ثم قال: لا تقتلوه عسى أن ينفعنا، وتكون «لا» الأولى قد دلت على حذف الثانية، وقد جاء إضمار «لا» في القرآن في قوله: «يبين الله لكم أن تضلوا»، أي: لئلا تضلوا، وقد جاء في الشعر


(١) وجه من قرأ: {يَرَى} بياء مفتوحة وإمالة الألف بعد الراء، و {فَرِعُونَ وَهامانَ وَجُنُودُهمَاِ} بالرفع؛ وذلك أن {يَرَى} مضارع، و {فِرْعَوْنَ} بالرفع فاعله، و {وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا} معطوفان عليه. وقرأ الباقون: بنون مضمومة وكسر الراء وفتح الياء مضارع: أرى، وهو منصوب لعطفه على المنصوب قبله، وهو قوله {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ} و «فرعون» بالنصب مفعوله، و «هامان» وجنودهما كذلك عطفا عليه. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٣٤١)، البحر المحيط (٧/ ١٠٥)، التيسير (ص: ١٧٠)، تفسير الرازي (٢٤/ ٢٢٦)، الكشف للقيسي (٢/ ١٧٢).
(٢) انظر: المصادر السابقة.
(٣) انظر: تفسير القرطبي (١/ ٧٦)، وتفسير الألوسي (٢٠/ ٤٥).
(٤) انظر: تفسير الطبري (١٩/ ٥٢٥)، وتفسير ابن كثير (٥/ ٢٨٦)، وتفسير القرطبي (١١/ ١٩٦)، وتفسير البغوي (٦/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>