{أَوْلِيَاءَ}[١] تام عند يحيى بن نصير النحوي، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل «تلقون» نعت «أولياء» أو مفعولًا ثانيًا لـ «تتخذوا» أو حالًا من فاعل «تتخذوا»، أي: لا تتخذوا ملقين المودة، وكذا إن جعل «تلقون» تفسير «لاتخاذهم أولياء»؛ لأنَّ تفسير الشيء لاحق به ومتمم له، قال الزمخشري: فإن قلت إذا جعلت «تلقون» صفة لـ «أولياء» فقد جرى على غير من هو له فأين الضمير البارز وهو قولك: تلقون إليهم أنتم، قلت ذاك إنَّما اشترطوه في الأسماء دون الأفعال، و «تلقون» فعل، أي: واعترض أبو حيان كون «تلقون» صفة، أو حالًا بأنَّهما قيدان، وهم قد نهوا عن اتخاذهم أولياء مطلقًا، قال تعالى:«لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء»، والقيد بالحال والوصف يوهم جواز: اتخاذهم أولياء، إذا انتفى القيدان قال تلميذه السمين: ولا يلزم ما قال؛ لأنَّه معلوم من القواعد الشرعية فلا مفهوم لهما البتة وعلى أن «تلقون» مستأنف، لا وقف من «تلقون» إلى «تسرون إليهم بالمودة» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «بالمودة» الأولى؛ لأنَّ «وقد كفروا» جملة حالية، وذوا لحال الضمير في «تلقون»، أي: توادونهم، وهذه حالتهم ولا على «من الحق» ولا على «الرسول» ولا على «إياكم»؛ لأنَّه معطوف على «الرسول»، أي: يخرجون الرسول ويخرجونكم، وأيضًا قوله:«أن تؤمنوا بالله» مفعول «يخرجون» ومنهم من جعل «إن كنتم خرجتم جهادًا» شرطًا جوابه: ما قبله، كأنَّه قال: يا أيها الذين آمنوا إن كنتم خرجتم جهادًا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء (١).
{سَوَاءَ السَّبِيلِ (١)} [١] كاف، ومثله:«وألسنتهم بالسوء» على استئناف ما بعده.
{لَوْ تَكْفُرُونَ (٢)} [٢] تام، ومثله:«ولا أولادكم» إن جعل «يوم القيامة» ظرفًا للفصل، وليس بوقف إن علق بـ «تنفعكم»، وحينئذ لا يوقف على «بينكم» بل على «يوم القيامة» إذ يصير ظرفًا لما قبله
(١) انظر: تفسير الطبري (٢٣/ ٣١٥)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.