للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة والعاديات]

مكية أو مدنية

ولا وقف من أولها إلى: «لكنود» لاتصال الجواب بالقسم، فلا يوقف على «ضبحا» ولا على «قدحًا» ولا على «صبحًا» ولا على «نقعًا» ولا على «جمعًا»؛ لأنَّ القسم قد وقع على جميع ذلك فلا يقطع بعضه من بعض.

{لَكَنُودٌ (٦)} [٦] حسن، على استئناف ما بعده، والمراد بالإنسان: الكافر والمنافق، والكنود: الكفور، يقال: كند أباه، إذا كفره قال الشاعر:

أَحدِث لَها تُحدِث لِوَصلِكَ إِنَّها ... كُندٌ لِوَصلِ الزائِرِ المُعتادِ (١)

وأنشد أيضًا:

كنود لنعماء الرجال ومن يكن ... كنود النعماء الرجال يبعد (٢)

{لَشَهِيدٌ (٧)} [٧] حسن، سواء عاد الضمير على «الله» أو على «الإنسان».

{لَشَدِيدٌ (٨)} [٨] حسن، قال الفراء: أصل نظم الآية أن يقال: وإنه لشديد الحب، فلما قدّم الحب، قال: لشديد، وحذف من آخره ذكر «الحب»؛ لأنَّه قد جرى ذكره، ولرؤوس الآي كقوله: «في يوم عاصف»، والعصوف للريح لا لليوم، كأنه قال: في يوم عاصف الريح (٣).

{مَا فِي الصُّدُورِ (١٠)} [١٠] تام، وقال الكواشي: ولم أر أحدًا من الأثبات ذكر هنا وقفًا ورأى الوقف هنا حسنًا، وهو كما قال للابتداء بإن، ومفعول «يعلم» محذوف، وهو: العامل في الظرف، أي: أفلا يعلم ما له إذا بعثر، أو أنَّه ما دل عليه خبر «أن»، أي: إذا بعثر جوزوا.

آخر السورة تام.

حكى أن الحجاج بن يوسف الثقفي قرأ على المنبر بحضرة الناس فجرى على لسانه: «أنَّ ربهم» بفتح الهمزة، فقال: «خبير»، وأسقط اللام ثم استدرك عليه من جهة العربية «أنَّ» إن في تأويل «أن» المفتوحة، وإنَّما كسرت لدخول اللام في خبرها فزعم أنَّ من العرب من يفتح «أن» مع وجود اللام في خبرها بجعل اللام ملغاة وأنشد:


(١) البيت من بحر الكامل، وقائله الأعشى، والبيت جاء ضمن قصيدة له يقول في مطلعها:
أَجُبَيرُ هَل لِأَسيرِكُم مِن فادي ... أَم هَل لِطالِبِ شِقَّةٍ مِن زاد
- الموسوعة الشعرية
(٢) لم أعثر عليه.
(٣) انظر: تفسير الطبري (٢٤/ ٣٥)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>