للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الجمعة]

مدنية

-[آيها:] إحدى عشرة آية.

- وكلمها: مائة وخمس وسبعون كلمة.

- وحروفها: سبعمائة وثمان وأربعون حرفًا.

{وَمَا فِي الْأَرْضِ} [١] كاف، إن رفع ما بعده على إضمار مبتدأ محذوف، أي: هو الملك، وبها قرأ أبو وائل شقيق بن سلمة والخليل (١)، وليس بوقف على قراءة العامة بالجر في الأربعة على النعت لما قبله (٢).

{الْحَكِيمِ (١)} [١] حسن.

{رَسُولًا مِنْهُمْ} [٢] جائز، ومثله: «والحكمة» إن جعلت أن قوله: «وإن كانوا» مخففة من الثقيلة أو نافية واللام، بمعنى: إلَّا، أي: ما كانوا إلا في ضلال مبين من عبادة الأوثان وغيرها.

{مُبِينٍ (٢)} [٢] جائز؛ لأنه رأس آية، ولولا ذلك لما جاز؛ لأنَّ قوله: «وآخرين» مجرور عطفًا على «الأميين» أو هو منصوب عطفًا على الهاء في «ويعلمهم»، أي: ويعلم آخرين، والمراد بالآخرين: العجم، لما صح أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت سورة الجمعة قرأها إلى قوله: «وآخرين»، قال: رجل مَنْ هؤلاء يا رسول الله؟ فوضع يده على سلمان، ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لنا، له رجال من هؤلاء، وقال أيضًا: لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل، أو قال: رجال من أبناء فارس، حتى يتناولوه، أو هم التابعون، أو هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣)، قاله الكواشي.


(١) وهو قوله تعالى: «الملكُ القدوسُ العزيزُ الحكيمُ»، وهي رويت أيضًا عن مسلمة بن محارب ورؤبة ونصر بن عاصم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (٢/ ١٤٠)، البحر المحيط (٨/ ٢٦٦)، تفسير القرطبي (١٨/ ٩١)، تفسير الرازي (٣٠/ ٢).
(٢) أي: قراءة جمهور القراء على الخفض في: قوله تعالى: «الملكِ القدوسِ العزيزِ الحكيمِ».
(٣) وهو مرويٌ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنَّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، حين أنزلت سورة الجمعة، فتلاها، فلما بلغ «وآخرِينَ منْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ» قال له رجل: يا رسولَ الله، مَن هؤلاء الذين لم يَلْحَقُوا بنا؟ فلم يُكلِّمْهُ حتى سأل ثلاثا، قال: وسلمانُ الفارسيُّ فينا؟ فوضع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان، فقال: والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان بالثُّرَيَّا لتَنَاوَلَهُ رِجَال من هؤلاء». وفي رواية: «لو كان الدِّين عند الثُّرَيَّا لذهب به رجل من فارسَ - أو قال: من أبناء فارِس - حتى يتناوَله». أخرجه البُخاري (٦/ ١٨٨، رقم: ٤٨٩٧) وفي (٦/ ١٨٩، رقم: ٤٨٩٨)، ومسلم (٧/ ١٩١)، والتِّرمِذي (رقم: ٣٣١٠، و٣٩٣٣)، والنَّسائي في الكبرى (رقم: ٨٢٢٠، و١١٥٢٨)، وفي رواية: «لو كان الإيمان عند الثريا لذهب به رجل من أبناء فارس حتى يتناوله». عن أبى هريرة أخرجه مسلم (٤/ ١٩٧٢، رقم: ٢٥٤٦)، وفي رواية أخرى: «لو كان الإيمان معلقًا بالثريا لا تناله العرب لناله رجال من فارس». عن قيس بن سعد أخرجه الطبرانى (١٨/ ٣٥٣، رقم: ٩٠٠). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (٣/ ٢٣، رقم: ١٤٣٣). قال الهيثمى (١٠/ ٦٥): رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>