للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان، وينصب «مكروهًا» بفعل مقدر تقديره: وكان مكروهًا، ففصل بينهما؛ لئلا يتوهم أنَّه نعت لما قبله، وليس بوقف إن جعل «مكروهًا» خبرًا ثانيًا، وأما من قرأ: «سيئُهُ» بالرفع والتذكير؛ على أنَّه اسم كان، و «مكروهًا» الخبر -فالوقف عليه كاف، وبها قرأ ابن عامر (١)، وعليها فلا يوقف على «سيئه»؛ لئلَّا يبتدأ بمنصوب لا دليل في الكلام على إعرابه ولا على معناه؛ فلا فائدة فيه، وأضاف السيئ إلى هاء المذكور إشارة إلى جميع ما تقدم، وفيه السيئ والحسن، ولم يقل مكروهة؛ لأنَّ السيئة تؤوَّل بتأويل السيئ، ويؤيد هذه القراءة قراءة عبد الله (٢): «كل ذلك كان سيئاته مكروهًا» بالجمع مضافًا للضمير (٣)، راجع السمين.

{مِنَ الْحِكْمَةِ} [٣٩] حسن.

{إِلَهًا آَخَرَ} [٣٩] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب النهي لم يأت.

{مَدْحُورًا (٣٩)} [٣٩] تام.

{إِنَاثًا} [٤٠] جائز.

{عَظِيمًا (٤٠)} [٤٠] تام.

{لِيَذَّكَّرُوا} [٤١] جائز؛ للابتداء بالنفي.

{نُفُورًا (٤١)} [٤١] كاف.

{كَمَا يَقُولُونَ} [٤٢] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إذًا لابتغوا» جواب «لو».

{سَبِيلًا (٤٢)} [٤٢] حسن، ومثله «كبيرًا» على استئناف ما بعده.

{وَمَنْ فِيهِنَّ} [٤٤] كاف. قال الحسن: وإن من شيء فيه روح. وقال ابن عباس: وإن من شيء حيٍّ. وروى موسى بن عبيد عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟! قال: يا بنيَّ آمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده؛ فإنَّها صلاة الخلق وتسبيحهم وبها يرزقون. قال: وإن من شيء إلَّا يسبح بحمده» (٤). وقال المقداد: إنَّ التراب يسبح ما لم


(١) وجه من قرأ بضم الهمزة والهاء؛ فعلى الإضافة والتذكير، اسم «كان»، و {مَكْرُوهًا} خبرها. وقرأ الباقون: بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين؛ على التوحيد، خبر «كان» وأُنِّث حملًا على معنى: «كل»، واسم «كان» ضمير الإشارة. انظر: المصادر السابقة.
(٢) وكذا رويت عن أُبيّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٦/ ٣٨)، تفسير القرطبي (١٠/ ٢٦٢).
(٣) انظر: تفسير الطبري (١٧/ ٤٤٩)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(٤) ولفظه: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ نُوحٌ ابْنَهُ، إِنَّ نُوحًا قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، آمُرَكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ، آمُرُكَ يَا بُنَيَّ، أَنْ تَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، فَإِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ لَوْ جُعِلَتَا فِي كِفَّةٍ وَزَنَتْهُمُا، وَلَوْ جُعِلَتَا فِي حَلْقَةٍ فَصَمَتْهَا، وَآمُرُكَ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِه، فَإِنَّهَا صَلاَةُ الْخَلْقِ، وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ يَا بُنَيَّ، أَنْ تُشْرِكَ بِاللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَنْهَاكَ يَا بُنَيَّ، عَنِ الْكِبْرِ، فَإِنَّ أَحَدًا لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْكِبْرُ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا الدَّابَّةُ يَرْكَبُهَا، أَوِ النَّعْلاَنِ يَلْبَسُهُمَا، أَوِ الثِّيَابُ يَلْبَسُهَا، أَوِ الطَّعَامُ يَجْمَعُ عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ يَسْفَهَ الْحَقَّ، ويَغْمِصَ الْمُؤْمِنَ، وَسَأُنَبِّئُكَ بِخِلاَلٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ بِمُتَكَبِّرٍ: اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلْيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مَعَ عِيَالِهِ، وَلُبْسِ الصُّوفِ». أخرجه عبد بن حميد (ص: ٣٤٨، رقم: ١١٥١)، وابن عساكر (٦٢/ ٢٨٢)، وحديث ابن عمرو: أخرجه ابن عساكر (٦٢/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>