للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْعَذَابَ} [٦٤] صالح، وجواب: «لو» محذوف تقديره: لو اهتدوا ما لقوا ما لقوا، ولو كانوا مؤمنين ما رأو االعذاب في الآخرة.

{يَهْتَدُونَ (٦٤)} [٦٤] كاف.

{الْمُرْسَلِينَ (٦٥)} [٦٥] كاف، قرأ العامة: «فعَمِيت عليهم» بفتح العين وتخفيف الميم، وقرأ الأخوان وحفص: «فعُمِّيت» بضم العين وتشديد الميم (١).

{لَا يَتَسَاءَلُونَ (٦٦)} [٦٦] تام، وقرأ طلحة (٢): «لا يسَّاءلون» بتشديد السين بإدغام التاء في السين، كقوله: «تساءلون به والأرحام».

{مِنَ الْمُفْلِحِينَ (٦٧)} [٦٧] تام، ومثله: «ويختار» على أنَّ «ما» التي بعده نافية لنفي اختيار اختِيار الخلق لا اختيار الحق، أي: ليس لهم أن يختاروا بل الخيرة لله تعالى في أفعاله، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها، ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه، قال أبو الحسن الشاذلي (٣): فر من مختاراتك كلها إلى الله تعالى، فإنَّ من اختار شيئًا لا يدري أيصل إليه أم لا؟ وإذا وصل إليه!! فلا يدري أيدوم له ذلك أم لا؟ وإذا دام إلى آخر عمره فلا يدري أفيه خير أم لا؟ فالخيرة فيما اختاره الله تعالى. والوقف على «ويختار»، وهو مذهب أهل السنة، وترك الوقف عليه مذهب المعتزلة، والطبري من أهل السنة منع أن تكون «ما» نافية، قال: لئلا يكون المعنى أنَّه لم تكن لهم الخبرة فيما مضى، وهي لهم فيما يستقبل، وهذا الذي قاله ابن جرير مروي عن ابن عباس، وليس بوقف إن جعلت «ما» موصولة في محل نصب،


(١) وهذا خطأ من المؤلف، فالموضع الذي يقصده هو موضع سورة هود، وهو قوله تعالى: {فَعُمِّيَتْ
عَلَيْكُمْ} [٢٨]؛ فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص: «فعُمِّيت» بضم العين وتشديد الميم، وقرأ الباقون: «فعَمِيت» بفتح العين وتخفيف الميم، وأما هذا الموضع فمتفق عليه بين الأئمة العشرة، وروي شاذًا: «فَعُمِّيت»، وهي قراءة الأعمش وجناح بن حبيش وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٧/ ١٢٩)، الكشاف (٣/ ١٨٨).
(٢) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٧/ ١٢٩).
(٣) أبو الحسن الشاذلى (٥٩١ - ٦٥٦ هـ = ١١٩٥ - ١٢٥٨م) علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف ابن هرمز لشاذلي المغربي، أبو الحسن: رأس الطائفة الشاذلية، من المتصوفة، وصاحب الأوراد المسماة: حزب الشاذلي، ولد في بلاد "غمارة" بريف المغرب، ونشأ في بني زرويل: (قرب شفشاون)، وتفقه وتصوف بتونس، وسكن "شاذلة" قرب تونس، فنسب إليها، وطلب "الكيمياء" في ابتداء أمره، ثم تركها، ورحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل بالعرق، ثم سكن الإسكندرية، وتوفي بصحراء عيذاب في طريقه إلى الحج، وكان ضريرًا، ينتسب إلى الأدارسة أصحاب المغرب، أخبره بذلك أحد شيوخه عن طريق "المكاشفة"، قال الذهبي: "نسب مجهول لا يصح ولا يثبت، كان أولى به تركه". وله غير: "الحزب"، رسالة "الأمين" في آداب التصوف، رتبها على أبواب، علي بن عبد الله الوهراني، و"شرح المعلقات"، و"نزهة القلوب وبغية المطلوب"، و"السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل". انظر: الأعلام للزركلي (٤/ ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>