للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير ما ذهبوا إليه، وإنَّما أراد تعالى بقوله: «ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا»؛ أي: يبرئكم من دعوى الجاهلية والافتخار بها والانتساب إليها، لا أنَّ هناك عينًا نجسة يطهركم منها. قالت أم سلمة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندي، فنزلت هذه الآية، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كساءً ودعا بفاطمة والحسن والحسين فلفه عليهم، وقال هؤلاء أهل بيتي طهرهم الله تطهيرًا، قالت أم سلمة: وأنا منهم، قال: نعم (١). قال البوصيري في الهمزية متوسلًا بأهل البيت:

وبأمِّ السِّبْطَيْنِ زَوْجِ عَلِيٍّ ... وَبَنِيها وَمَنْ حَوَتْهُ العَبَاءُ (٢)

{وَالْحِكْمَةِ} [٣٤] كاف.

{خَبِيرًا (٣٤)} [٣٤] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّ المسلمين» إلى «عظيمًا».

و {عَظِيمًا (٣٥)} [٣٥] تام.

{مِنْ أَمْرِهِمْ} [٣٦] كاف.

{مُبِينًا (٣٦)} [٣٦] تام.

{وَاتَّقِ اللَّهَ} [٣٧] حسن فصلًا بين الكلامين؛ لأنَّ قوله: «واتق الله» من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة، وقوله: «وتخفي في نفسك» من كلام الله للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

{مُبْدِيهِ} [٣٧] جائز، ومثله: «وتخشى الناس».


(١) انظر: تفسير الطبري (٢٠/ ٢٦٣)، وفي رواية أخري عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي خَمْسَةٍ: فِيَّ وَفِي عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ وَحَسَنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَحُسَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنِهَا: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» ".
(٢) البيت من الخفيف، وقائله شرف الدين البوصيري، والبيت جاء في قصيدته الشهيرة الهمزية، التي مدح فيها البوصيري النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي يقول في مطلعها:
كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ ... يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
شرف الدين البوصيري (٦٠٨ - ٦٩٦ هـ /١٢١٢ - ١٢٩٦ م) محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله، شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها، وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيلة يعرفون ببني حبنون، ومولده في بهشيم من أعمال البهنساوية، ووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها: (أمن تذكّر جيران بذي سلم)، شرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها: (كيف ترقى رقيك الأنبياء)، وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها: (إلى متى أنت باللذات مشغول).-الموسوعة الشعرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>