للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا ازْدَادَ فِيهِ علما يقربنِي الى الله فَلَا بورك لي فِي شمس ذَلِك الْيَوْم وَقد رفع هَذَا الى رَسُول الله وَرَفعه اليه بَاطِل وحسبه ان يصل الى وَاحِد من الصَّحَابَة اَوْ التَّابِعين وَفِي مثله قَالَ الْقَائِل إِذا مربي يَوْم وَلم استفد هدى وَلم اكْتسب علما فَمَا ذَلِك من عمري الْوَجْه الثَّامِن عشر بعدالمائة قَالَ بعض السّلف الايمان عُرْيَان ولباسه التَّقْوَى وزينته الْحيَاء وثمرته الْعلم وَقد رفع هَذَا ايضا وَرَفعه بَاطِل الْوَجْه التَّاسِع عشر بعدالمائة إِنَّه فِي بعض الاثار بَين الْعَالم وَالْعَابِد مائَة دَرَجَة بَين كل دَرَجَتَيْنِ حضر الْجواد الْمُضمر سبعين سنة وَقد رفع هَذَا ايضا وَفِي رَفعه نظر الْوَجْه الْعشْرُونَ بعدالمائة مَا رَوَاهُ حَرْب فِي مسَائِله مَرْفُوعا الى النَّبِي يجمع الله تَعَالَى الْعلمَاء يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ يَقُول يَا معشر الْعلمَاء إِنِّي لم اضع علمي فِيكُم إِلَّا لعلمي بكم وَلم اضع علمى فِيكُم لاعذبكم اذْهَبُوا فقد غفرت لكم وَهَذَا وَإِن كَانَ غَرِيبا فَلهُ شَوَاهِد حسان الْوَجْه الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعدالمائة قَول ابْن الْمُبَارك وَقد سُئِلَ من النَّاس قَالَ الْعلمَاء قيل فَمن الْمُلُوك قَالَ الزهاد قيل فَمن السفلة قَالَ الَّذِي يَأْكُل بِدِينِهِ الْوَجْه الثَّانِي الْعشْرُونَ بعدالمائة ان من اِدَّرَكَ الْعلم لم يضرّهُ مَا فَاتَهُ بعد ادراكه اذ هُوَ افضل الحظوظ والعطايا وَمن فَاتَهُ الْعلم لم يَنْفَعهُ مَا حصل لَهُ من الحظوظ بل يكون وبالاعليه وسببا لهلاكه وَفِي هَذَا قَالَ بعض السّلف أَي شَيْء اِدَّرَكَ من فَاتَهُ الْعلم واي شَيْء فَاتَهُ من اِدَّرَكَ الْعلم الْوَجْه الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعدالمائة قَالَ بعض العارفين الْيَسْ الْمَرِيض إِذا منع الطَّعَام وَالشرَاب والدواء يَمُوت قَالُوا بلَى قَالُوا فَكَذَلِك الْقلب إِذا منع عَنهُ الْعلم وَالْحكمَة ثَلَاثَة ايام يَمُوت وَصدق فان الْعلم طَعَام الْقلب وَشَرَابه ودواؤه وحياته مَوْقُوفَة على ذَلِك فَإِذا فقد الْقلب الْعلم فَهُوَ موت لَو كَانَ لَا يشْعر بِمَوْتِهِ كَمَا ان السَّكْرَان الَّذِي قد زَالَ عقله والخائف الَّذِي قد انْتهى خَوفه الى غَايَته والمحب والمفكر قد يبطل احساسهم بألم الْجِرَاحَات فِي تِلْكَ الْحَال فَإِذا صحوا وعادوا الى حَال الِاعْتِدَال ادركوا آلامها هَكَذَا العَبْد إِذا حط عَنهُ الْمَوْت احمال الدُّنْيَا وشواغلها اخْتصَّ بهلاكه وخسرانه

فحتام لَا تصحوا وَقد قرب المدى ... وحتام لَا ينجاب عَن قَلْبك السكر بل سَوف تصحو حِين ينْكَشف الغطا ... وتذكر قولي حِين لَا ينفع الذّكر فَإِذا كشف الغطاء وبرح الخفاء وبليت السرائر وبدت الضمائر وبعثر مَا فِي الْقُبُور وَحصل مَا فِي الصُّدُور فَحِينَئِذٍ يكون الْجَهْل ظلمَة على الْجَاهِلين وَالْعلم حسرة على الباطلين الْوَجْه الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعدالمائة قَالَ ابو الدَّرْدَاء من رأى ان الغدو الى الْعلم لَيْسَ بجهاد فقد نقص فِي رَأْيه وعقله وَشَاهد هَذَا قَول معَاذ وَقد تقدم الْوَجْه الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعدالمائة قَول ابي الدَّرْدَاء ايضا لَان اتعلم مسئلة احب الي من قيام لَيْلَة الْوَجْه السَّادِس وَالْعشْرُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>