للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَصْحَاب الرصد وَالْأَحْكَام عَن الْإِحَاطَة بِمَا فِي طباعها وَمَا عَسى أَن تؤثره مَعَ السيارة عِنْد انفرادها واجتماعها فَمَا الَّذِي يؤمنكم كلكُمْ عِنْد وُقُوع نجم من تِلْكَ النُّجُوم المجهولة على دَرَجَة الطالع أَن يكون مُوجبا من الحكم مَا لَا يُوجِبهُ النّظر بِدُونِهِ

الْوَجْه الرَّابِع أَن تَأْثِير الْكَوَاكِب يخْتَلف باخْتلَاف أقدارها فَمَا كَانَ من الْقدر الأول أثر بِوُقُوعِهِ على الدرجَة وان لم تضبط الدقيقة وَمَا كَانَ من الْقدر الْأَخير لم يُؤثر إِلَّا بضبط الدقيقة وَلَا ريب أَن الْجَهَالَة بِتِلْكَ الْكَوَاكِب ومقاديرها يُوجب كذب الْأَحْكَام النجومية وبطلانها

الْوَجْه الْخَامِس أَنَّهَا لَو كَانَ لَهَا تَأْثِير كَمَا يَزْعمُونَ لم يخل أما أَن تكون فِيهِ مختارة مريدة أَو غير مختارة وَلَا مريدة وَكِلَاهُمَا محَال أما الأول فُلَانُهُ يُوجب جرى الْأَحْكَام على وفْق اخْتِيَارهَا وارادتها وَلم يتَوَقَّف على اتصالاتها وانفصالاتها ومفارقتها ومقارنتها وهبوطها بهَا فِي حضيضها وارتفاعها فِي أوجها كَمَا هُوَ الْمَعْرُوف من الْفَاعِل بِالِاخْتِيَارِ وَلَا سِيمَا الأجرام العلوية المؤثرة فِي سَائِر السفليات ولاختلفت آثارها أَيْضا عِنْد هَذِه الْأُمُور بِحَسب الدَّوَاعِي والارادات ولامكنها أَن تسعد من أَرَادَ أَنه ينحسه وتنحس من أَرَادَ أَنه يسعده كَمَا هُوَ شَأْن الْفَاعِل الْمُخْتَار وان لم تكن مختارة ومريده فتأثيرها بِحَسب الذَّات والطبع وَمَا كَانَ هَكَذَا لم يخْتَلف أَثَره إِلَّا باخْتلَاف القوابل والمعدات وعندكم أَن فِي اخْتِلَاف تِلْكَ القوابل والمعدات مُسْتَند إِلَى تأثيرها فَأَي محَال أبلغ من هَذَا وَهل هَذَا إِلَّا دور مُمْتَنع فِي بداية الْعُقُول

الْوَجْه السَّادِس أَن هَذَا الْعلم مُشْتَمل على أصُول يشْهد صَرِيح الْعقل بفسادها وَهِي وان كَانَت فِي الْكَثْرَة إِلَيّ حَيْثُ لَا يُمكن ذكرهَا فَنحْن نعد بَعْضهَا فَالْأول من الْمَعْلُوم بِالضَّرُورَةِ أَنه لَيْسَ فِي السَّمَاء حمل وَلَا ثَوْر وَلَا حَيَّة وَلَا عقرب وَلَا كلب وَلَا ثَعْلَب إِلَّا أَن الْمُتَقَدِّمين لما قسموا الفك إِلَيّ أثني عشر قسما أَرَادوا أَن يميزوا كل قسم مِنْهَا بعلامة مَخْصُوصَة شبهوا الْكَوَاكِب الْمَذْكُورَة فِي تِلْكَ الْقطعَة الْمعينَة بِصُورَة حَيَوَان مَخْصُوص تَشْبِيها بَعيدا جدا ثمَّ أَن هَؤُلَاءِ الاحكاميين فرعوا على هَذِه الْأَسْمَاء تفريعات طَوِيلَة فرعوا أَن الصُّور السفلية مطيعة للصور العلوية فالعقارب مطيعة لصور الْعَقْرَب والأفاعي مطيعة لصور التنين وَكَذَا القَوْل فِي الْأسد والسنبلة وَمن عرف كَيفَ وضعت هَذِه الْأَسْمَاء ثمَّ سمع قَول هَؤُلَاءِ الأحكاميين ضحك مِنْهُم وَتبين لَهُ فرط جهلهم وكذبهم

الثَّانِي أَن هَؤُلَاءِ لما عجزوا عَن معرفَة طالع الْقُرْآن أَقَامُوا طالع السّنة مقَام الْقُرْآن وَمَعْلُوم أَن هَذَا فِي غَايَة الْفساد

الثَّالِث أَنهم اخْتلفُوا اخْتِلَافا شَدِيدا فِي الْوَاحِدَة من مسَائِل هَذَا الْعلم فان أَقْوَالهم فِي حُدُود الْكَوَاكِب كَثِيرَة مُخْتَلفَة وَلَيْسَ مَعَ أحد مِنْهُم شُبْهَة وَلَا خيال فضلا عَن حجَّة واستدلال ثمَّ أَن كثيرا مِنْهُم من غير حجَّة وَلَا دَلِيل رُبمَا أخذُوا وَاحِدًا من تِلْكَ الْأَقْوَال من غير بَصِيرَة بل بِمُجَرَّد التشهي مثل

<<  <  ج: ص:  >  >>