قَالُوا يرى عجب فِيهِ فَقلت لَهُم ... بالنصر بعد اياس تبصروا عجبا
فِي منقضى السَّبْعَة الْأَيَّام مِنْهُ أَتَى ... مَا يَأْتِ فِي مُقْتَضَاهُ السَّبْعَة الشهبا
وأعتمت فِيهِ عواء النُّجُوم على ... عواء ذِئْب من الْكفَّار قد حَربًا
والشعريان فَكل مِنْهُمَا شَعرت ... بِأَن للحق فيهم سيف من غلبا
وَصَحَّ عَن قمر الأفلاك أَنهم ... مَا فيهم غير مقهور وَقد نشبا
غطاؤهم رد فِي وَجْهي عطاردهم ... إِلَى الَّذِي مِنْهُم مَا شَاءَ قد سلبا
وَقد بَدَت زهرَة الْإِسْلَام زاهرة ... قد أظلمت فَوْقهم من دونهَا سحبا
وأجملت حمرَة المريخ حكمهم ... ففسرت بِدَم فيهم لمن خضبا
وَلم يَك الْمُشْتَرى تقضي سعادته ... إِلَّا إِلَى المُشْتَرِي نفسا بِمَا طلبا
وَقبل مُنْقَلب الأبراج ذُو قدر ... فَعَاد مِنْهُ مبان النَّفْع منقلبا
كم حَامِل ثَائِر فِي الثور أَو حمل ... أجَاز فيهم على جوزائهم حَربًا
وَلم يدر فلك إِلَّا لذِي ملك ... يُدِير جَيْشًا عَلَيْهِم عسكرا نجيا
حَتَّى غَدا ثغر دمياط وَقد حكمُوا ... أَن لَا يرى باسما مستجمعا شنبا
يفتر عَن صبح إِيمَان بِهِ جذلا ... وَكَانَ فِي ليل كفر بَات مكتئبا
وَمد كفاله التَّوْحِيد فانقبضت ... رجل من الشّرك فِي تَأْخِيره هربا
وَتلك حَرْب صَلِيب عودهَا فقضت ... أَن لَا يعود صَلِيب بعد منتصبا
وَأطلق القَوْل بِالتَّأْذِينِ إِذْ خرست ... لَهُ نواقيس جرجيس فَمَا احتسبا
وَمِمَّا اتّفق عَلَيْهِ المنجمون أَن الْإِنْسَان إِذا أَرَادَ أَن يستجيب الله دعاءه جعل الرَّأْس فِي وسط الْمسَاء مَعَ المُشْتَرِي أَو شطر مِنْهُ مقبل وَالْقَمَر مُتَّصِلا بِهِ أَو منصرفا عَنهُ مُتَّصِل بِصَاحِب الطالع أَو صَاحب الطالع مُتَّصِل بالمشتري نَاظر إِلَى الرَّأْس نظرة مَوَدَّة فهنالك لَا يَشكونَ أَن الْإِجَابَة حَاصِلَة قَالُوا وَكَانَت مُلُوك اليونان يلزمون ذَلِك فيحمدون عقباه والعاقل إِذا تَأمل هَذَا الهذيان لم يحْتَج فِي علمه بِبُطْلَانِهِ ومحاله إِلَى فكر وَنظر فان رب السَّمَوَات وَالْأَرْض سُبْحَانَهُ لَا يتأثر بحركات النُّجُوم بل يتقدس ويتعالى عَن ذَلِك فيا للعقول الَّتِي أضحكت عَلَيْهَا الْعُقَلَاء من الْمُؤمنِينَ وَالْكفَّار مَا هَذِه الاتصالات حَتَّى تكون على وجوب إِجَابَة الله من أقوى الدلالات وَمِمَّا عَلَيْهِ المنجمون متفقون أَو كالمتفقين أَن الْخَبَر إِذا ورد فِي وَقت أَو بادنا مِنْهُ ١ الْوُجُوه وَالْقَمَر وَعُطَارِد فِي بروج ثوابت وَالْقَمَر منصرف عَن السُّعُود فَالْخَبَر لَيْسَ بباطل وَالْبَاطِل مثل هَذَا فانه يلْزمهُم