للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَن من وضع خَبرا بَاطِلا فِي ذَلِك الْوَقْت أَن الطالع الْمَذْكُور يُصَحِّحهُ أَو يَقُولُوا لَا يُمكن أحدا أَو يكذب فِي ذَلِك الْوَقْت وَقد أورد أَبُو معشر المنجم هَذَا السُّؤَال فِي كتاب الْأَسْرَار لَهُ وَأجَاب عَنهُ أَن الْأَخْبَار تخْتَلف فان ورد خبر مَكْرُوه من أَسبَاب الشَّرّ والجور وَالْأَفْعَال المنسوبة إِلَى طبائع النحوس والطالع فِي الْقَمَر منصرف عَن سعد فَالْخَبَر بَاطِل وان ورد خبر مَحْبُوب وَمن أَسبَاب الْخَيْر وَالْعدْل وَالْأَفْعَال المنسوبة إِلَى طبائع السُّعُود وَفِي الطالع سعد وَالْقَمَر منصرف عَن سعد فَالْخَبَر حق قَالَ وزحل لَا يدل فِي كل حَال على الْكَذِب بل يدل على وجود الْعَوَائِق عَمَّا يُوقع ذَلِك الْخَبَر لَكِن الْبلَاء المريخ أَو الذَّنب إِذا استوليا على الْأَوْتَاد وعَلى الْقَمَر أَو عُطَارِد فانهما يدلان على الْكَذِب والبطلان ثمَّ قَالَ وعَلى كل حَال فالقمر فِي الْعَقْرَب والبروج الكاذبة تنذر بكذب فِي نفس الْخَبَر أَو زِيَادَة أَو نُقْصَان وَفِي الْحمل والبروج الصادقة تدل على صدق فِيهِ واستواء وَفِي السرطان والبروج المنقلبة لَا تدل على انقلاب الْخَبَر إِلَى بَاطِل وَلكنه قد يَنْقَلِب فَيصير أقوى مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ الْآن إِلَّا أَن ينظر إِلَيْهِ نحس فيفسده ويبطله ثمَّ قَالَ واعرف صدق الْخَبَر من سهم الْغَيْب إِذا شَككت فِيهِ فان كَانَ سليما من المريخ والذنب وَينظر إِلَيْهِ صَاحبه أَو الْقَمَر أَو الشَّمْس نظر صَلَاح فَهُوَ حق هَذَا مُنْتَهى كَلَامه فِي الْجَواب وَهُوَ كَمَا ترَاهُ مُتَضَمّن أَن عِنْد هَذِه الاتصالات الَّتِي ذكرهَا يكون الْخَبَر صَحِيحا صدقا وَعند تِلْكَ الاتصالات الْأُخَر تكون منذرة بِالْكَذِبِ فَيُقَال لهَؤُلَاء الْكَذَّابين المفترين المبلسين أيستحيل عنْدكُمْ معاشر المنجمين أَن يضع أحدكُم خَبرا كَاذِبًا عِنْد تِلْكَ الاتصالات أم ذَلِك وَاقع فِي دَائِرَة الْإِمْكَان بل هُوَ مَوْجُود فِي الْخَارِج وَكَذَلِكَ يَسْتَحِيل أَن يصدق مخبر عِنْد الاتصالات الْأُخَر أَو يبعد صدق الْعَالم عِنْدهَا وَيكون كذبهمْ إِذا ذَاك أَكثر مِنْهُ فِي غير ذَلِك الْوَقْت وَهل فِي الهوس أبلغ من هَذَا وَلَو تتبعنا أحكامهم وقضاياهم الكاذبة الَّتِي وَقع الْأَمر بِخِلَافِهَا لقام مِنْهَا عدَّة أسفار وَأما نكبات من تقيد بِعلم أَحْكَام النُّجُوم فِي أَفعاله وسفره ودخوله الْبَلَد وَخُرُوجه مِنْهُ واختياره الطالع لعمارة الدَّار وَالْبناء بالأهل وَغير ذَلِك فَعِنْدَ الْخَاصَّة والعامة مِنْهُم عبر يَكْفِي الْعَاقِل بَعْضهَا فِي تَكْذِيب هَؤُلَاءِ الْقَوْم ومعرفته لافترائهم على الله وأقضيته وأقداره بل لَا يكَاد يعرف أحد تقيد بالنجوم فِي مَا يَأْتِيهِ ويذره إِلَّا نكب أقبح نكبة وأشنعها مُقَابلَة لَهُ بنقيض قَصده وموافات النحوس لَهُ من حَيْثُ ظن أَنه يفوز بسعده فَهَذِهِ سنة الله فِي عباده الَّتِي لَا تبدل وعادته الَّتِي لَا تحول أَن من اطْمَأَن إِلَى غَيره أَو وثق بسواه أَو ركن إِلَى مَخْلُوق يدبره أجْرى الله لَهُ بِسَبَبِهِ أَو من جِهَته خلاف مَا علق بِهِ آماله وَانْظُر مَا كَانَ أقوى تعلق بني برمك بالنجوم حَتَّى فِي سَاعَات أكلهم وركوبهم وَعَامة أفعالهم وَكَيف كَانَت نكبتهم الشنيعة وَانْظُر حَال أبي عَليّ ابْن مقلة الْوَزير وتعظيمه لأحكام النُّجُوم ومراعاته لَهَا أَشد المراعات ودخوله دَارا بناها بطالع زعم الكذابون

<<  <  ج: ص:  >  >>