وعمره ورزقه وشقاوته وسعادته وَحسنه وقبحه وأخلاقه وحذقه وبلادته وجهله وَعلمه بل ونزول الأمطار وَاخْتِلَاف أَنْوَاع الشّجر والنبات فِي الشكل واللون والطعوم والروائح والمقادير بل انقسام الْحَيَوَان إِلَى الطير وأصنافه والبحري وأنواعه والبرى وأقسامه وأشكال هَذِه الْحَيَوَانَات وَاخْتِلَاف صورها وأنواعها وأفعالها وأخلاقها ومنافعها بل وَتَكون الْمَعَادِن المنطبعة كالحديد والرصاص والنحاس وَالذَّهَب وَالْفِضَّة بل وَغير المنطبعة كالملح والقارو والزرنيخ والنفط والزئبق بل الْعَدَاوَة الْوَاقِعَة بَين الذئاب وَالْغنم والحيات وَالسِّبَاع وَبني آدم والصداقة والعداوة بَين أَفْرَاد النَّوْع الْوَاحِد سِيمَا بَين ذكوره وإناثه وَبِالْجُمْلَةِ فالأرزاق والآجال والعز والذل والرفعة والخفض والغناء والفقر والغناء والفقر والإحياء والإماتة وَالْمَنْع والإعطاء والضر النَّفْع وَالْهدى والضلال والتوفيق والخذلان وَجَمِيع مَا فِي الْعَالم والأشخاص وأفعالها وقواها وصفاتها وهيأتها والمعطى لَهُ هَذِه واتصالاتها وانفصالاتها واتصالاتها بنقط وانفصالاتها عَن نقط ومقارنتها ومفارقتها ومساقتها ومباينتها فَهِيَ المعطية لهَذَا كُله الْمُدبرَة الفاعلة فَهِيَ الْآلهَة والأرباب على الْحَقِيقَة وَمَا تحتهَا عبيد خاضعون لَهَا ناظرون إِلَيْهَا فَهَذَا كَمَا أَنه الْكفْر الَّذِي خَرجُوا بِهِ عَن جَمِيع الْملَل وَعَن جملَة شرائع الْأَنْبِيَاء وَلم يُمكنهُم أَن يقيموا بَين أَرْبَاب الْملَل أَلا بالتستر بهم ومنافقتهم والتزي بزيهم ظَاهرا وَإِلَّا فَقتل هَؤُلَاءِ من الْأَمر الضَّرُورِيّ فِي كل مِلَّة لأَنهم سوسها وأعداؤها فَهُوَ من الهذيان الَّذِي أضحكوا بِهِ الْعُقَلَاء على عُقُولهمْ حَتَّى رد عَلَيْهِم من لَا يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر من الفلاسفة كالفارابي وَابْن سينا وَغَيرهمَا من عقلاء الفلاسفة وَسَخِرُوا مِنْهُم واستضعفوا عُقُولهمْ ونسبوهم إِلَى الزرق والزينجة والتلبيس وَقد رد عَلَيْهِم أفضل الْمُتَأَخِّرين من فلاسفة الْإِسْلَام أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ فِي كتاب التَّعْبِير لَهُ فَقَالَ وَأما أَحْكَام النُّجُوم فَإِنَّهُ لَا يتَعَلَّق بِهِ مِنْهُ أَكثر من قَوْلهم بِغَيْر دَلِيل الْحر الْكَوَاكِب وبردها ورطوبتها ويبوستها واعتدالها كَمَا يَقُولُونَ بِأَن زجل مِنْهَا بَارِد يَابِس والمريخ حَار يَابِس وَالْمُشْتَرِي معتدل والاعتدال خير والافراط شَرّ وينتجون من ذَلِك أَن الْخَيْر يُوجب سَعَادَة وَالشَّر يُوجب منحسة وَمَا جانس ذَلِك مِمَّا لم يقل بِهِ عُلَمَاء الطبيعيين وَلم تنتجه مقدماتهم فِي أنظارهم وَإِنَّمَا الَّذِي أنتجته هُوَ أَن السَّمَاء والسماويات فعالة فِيمَا تحويه وتشتمل عَلَيْهِ وتتحرك حوله فعلا على الاطلاق لم يحصل لَهُ من الْعلم الطبيعي حد وَلَا تَقْدِير والقائلون بِهِ ادعوا حُصُوله من التَّوْقِيف والتجربة وَالْقِيَاس مِنْهُمَا كَمَا ادّعى أهل الكيمياء وَإِلَّا فَمَتَى يَقُول صَاحب الْعلم الطبيعي بِحَسب أنظاره الَّتِي سبقت أَن المُشْتَرِي سعيد والمريخ نحسن والمريخ حَار يَابِس وزحل بَارِد يَابِس والحار والبارد من الملموسات وَمَا دله على هَذَا الْمس كَمَا يسْتَدلّ بلمس الملموسات فَإِن ذَلِك مَا ظهر للحس كَمَا ظهر فِي الشَّمْس حَيْثُ تسخن الارض بشعاعها وَإِن كَانَ فِي السَّمَاء بَيَان شَيْء من طبائع الاضداد فَالْأولى أَن تكون كلهَا حارة لِأَن كواكبها كلهَا منيرة وَمَتى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute