للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخطو وَقد رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي عَن قطر عَن ابي الطُّفَيْل عَن عَليّ وَهَذِه الاسانيد وان لم تكن بمفردها حجَّة فَطلب الْعلم من افضل الْحَسَنَات والحسنات يذْهبن السَّيِّئَات فجدير ان يكون طلب الْعلم ابْتِغَاء وَجه الله يكفر ماضي من السَّيِّئَات فقد دلّت النُّصُوص ان اتِّبَاع السَّيئَة الْحَسَنَة تمحوها فَكيف بِمَا هُوَ من افضل الْحَسَنَات واجل الطَّاعَات فالعمدة على ذَلِك لاعلى حَدِيث ابي دَاوُد وَالله اعْلَم وَقد روى عَن عمر بن الْخطاب رضى الله عَنهُ ان الرجل ليخرج من منزله وَعَلِيهِ من الذُّنُوب مثل جبال تهَامَة فَإِذا سمع الْعلم خَافَ وَرجع وَتَابَ فَانْصَرف الى منزله وَلَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْب فلاتفارقوا مجَالِس الْعلمَاء الْوَجْه الثَّانِي وَالسِّتُّونَ مَا رَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رضى الله عَنْهُمَا قَالَ خرج رَسُول الله فَإِذا فِي الْمَسْجِد مجلسان مجْلِس يتفقهون ومجلس يدعونَ الله تَعَالَى ويسألونه فَقَالَ كلا المجلسين إِلَى خير اماهؤلاء فَيدعونَ الله وَأما هَؤُلَاءِ فيتعلمون ويفقهون الْجَاهِل هَؤُلَاءِ افضل بالتعليم ارسلت ثمَّ قعد مَعَهم الْوَجْه الثَّالِث وَالسِّتُّونَ ان الله تبَارك وَتَعَالَى يباهي مَلَائكَته بالقوم الَّذين يتذاكرون الْعلم ويذكرون الله ويحمدونه على مَا من عَلَيْهِم بِهِ مِنْهُ قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار حَدثنَا مَرْحُوم بن عبد الْعَزِيز الْعَطَّار حَدثنَا ابو نعَامَة عَن ابي عُثْمَان عَن ابي سعيد قَالَ خرج مُعَاوِيَة الى الْمَسْجِد فَقَالَ م يجلسكم قَالُوا جلسنا نذْكر الله عز وَجل قَالَ الله مَا اجلسكم إِلَّا ذَلِك قَالُوا الله مَا اجلسنا إِلَّا ذَلِك قَالَ أما إِنِّي لم استحلفكم تُهْمَة لكم وَمَا كَانَ اُحْدُ بمنزلتي من رَسُول الله اقل حَدِيثا عَنهُ مني ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ وَآله وَسلم خرج على حَلقَة من اصحابه قَالَ مَا يجلسكم قَالُوا جلسنا نذْكر الله ونحمده لما هدَانَا للاسلام وَمن علينا بك قَالَ الله مَا اجلسكم إِلَّا ذَلِك قَالُوا الله مَا اجلسنا إِلَّا ذَلِك قَالَ أما إِنِّي لم استحلفكم تُهْمَة لكم انه اتاني جِبْرِيل فَأَخْبرنِي ان الله تَعَالَى يباهي بكم الْمَلَائِكَة قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه الا من هَذَا الْوَجْه وابو نعَامَة السَّعْدِيّ اسْمه عَمْرو بن عِيسَى وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مل فَهَؤُلَاءِ كَانُوا قد جَلَسُوا يحْمَدُونَ الله بِذكر اوصافه وآلائه ويثنون عَلَيْهِ بذلك ويذكرون حسن الْإِسْلَام ويعترفون لله بِالْفَضْلِ الْعَظِيم إِذْ هدَاهُم لَهُ وَمن عَلَيْهِم بِرَسُولِهِ وَهَذَا اشرف علم على الاطلاق وَلَا يَعْنِي بِهِ الا الراسخون فِي الْعلم فَإِنَّهُ يتَضَمَّن معرفَة الله وَصِفَاته وافعاله وَدينه وَرَسُوله ومحبة ذَلِك وتعظيمه والفرح بِهِ وَأَحْرَى بأصحاب هَذَا الْعلم ان يباهي الله بهم الْمَلَائِكَة وَقد بشر النَّبِي الرجل الَّذِي كَانَ يحب سُورَة الاخلاص وَقَالَ احبها لانها صفة الرَّحْمَن عز وَجل فَقَالَ حبك اياها ادخلك الْجنَّة وَفِي لفظ آخر اخبروه ان الله يُحِبهُ فَدلَّ على ان من احب صِفَات الله احبه الله وَأدْخلهُ الْجنَّة والجهمية اشد النَّاس نفرة وتنفيرا عَن صِفَاته ونعوت كَمَاله يعاقبون ويذمون من

<<  <  ج: ص:  >  >>