للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّوْكَانِيّ فِي شرح الْحصن الْحصين، وَقَالَ: فِي مجمع الزَّوَائِد فِيهِ عبد الرَّحْمَن ابْن يَعْقُوب بن عياد الْمَكِّيّ، وَلم أعرفهُ، وَأخرج ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه، وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر، أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " إِذا ضَاعَ لَهُ شَيْء أَو أبق، يتَوَضَّأ وَيُصلي رَكْعَتَيْنِ، ويتشهد وَيَقُول: بِسم الله يَا هادي الضلال، وراد الضَّلَالَة، ارْدُدْ عَليّ ضالتي بعزتك وسلطانك؛ فَإِنَّهَا من عطائك وفضلك ". قَالَ الشَّوْكَانِيّ: قَالَ الْحَاكِم رُوَاته موثقون مدنيون لَا يعرف وَاحِد مِنْهُم بِجرح أه.

إِذا فهمت هَذَا، فَأعْلم أَن من الْجَهْل، والضلال، وَالْعَيْب الْكَبِير فِيكُم أَيهَا الْمُسلمُونَ أَنكُمْ تهرعون عِنْد ضيَاع بعض حَوَائِجكُمْ إِلَى بعض الكهنة والسحرة ليعملوا لكم (المندل) لتعرفوا السَّارِق، وَهَذَا هُوَ الضلال الْبعيد، وَالْبَلَاء الشَّديد، وَيحكم كأنكم لَسْتُم مُسلمين، ألم تسمعوا نَبِيكُم يَقُول: " من أَتَى عرافاً أَو كَاهِنًا، فَصدقهُ بِمَا يَقُول، فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد " رَوَاهُ أَحْمد وَالْحَاكِم، وَحسنه فِي الْجَامِع، وَقَالَ: " من أَتَى عرافا فَسَأَلَهُ عَن شَيْء، لم تقبل لَهُ صَلَاة أَرْبَعِينَ لَيْلَة، رَوَاهُ أَحْمد وَمُسلم، وَصَححهُ فِي الْجَامِع، وَكَذَا من الْبدع الذميمة كتبهمْ أَسمَاء المتهمين بِالسَّرقَةِ فِي أوراق صَغِيرَة، ووضعها فِي جَوَانِب الْمُصحف، وربطه بخيط فِي مِسْمَار، ثمَّ يمسك رجل حرف المسمار المربوط فِيهِ الْمُصحف، فَيقْرَأ سُورَة يس، حَتَّى إِذا دارت يَده بالمصحف من طول حمله وَمن تَعبه، قرأوا اسْم من دَار الْمُصحف نَاحيَة اسْمه، فيتهمونه بِالسَّرقَةِ، وَإِن كَانَ بَرِيئًا، فَاتَّقُوا الله أَيهَا الْمُسلمُونَ، وَإِيَّاكُم وَهَذِه الْبدع، والخرافات، والجهالات؛ إيَّاكُمْ وَهَذَا الشَّرّ المستطير، الَّذِي يُوقع بَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء، وَعَلَيْكُم بِمَا ذَكرْنَاهُ لكم، فَهُوَ السّنة " وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور، فَإِن كل محدثة بِدعَة، وكل بِدعَة ضَلَالَة ".

كَذَا من الْبدع، إِنَّهُم يَكْتُبُونَ فِي ورقة لرؤية السَّارِق، أَو الضَّالة (وَاسْمهَا

<<  <   >  >>