للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فيا عباد الله]

هَاهُنَا الْجِهَاد يكون، وَفِي هَذَا فليسارع المسارعون، وليتنافس الْمُتَنَافسُونَ وليسهر الساهرون، وليذكر الذاكرون، وليتعبد المتعبدون، وَبِه لله فليتذلل المتذللون، وليخضع الخاضعون، وليخشع الخاشعون، ولتقشعر بِهِ جُلُود الْمُؤمنِينَ وليبك الباكون وليسجل المسجلون وليحمدل المحمدلون، وليهل المهللون، وليكبر المكبرون، وليحوقل المحوقلون، وليقدس المقدسون، وليستغفر سحرًا وليلا وَنَهَارًا المستغفرون، وليرغب الراغبون، وليرهب الراهبون، هَذِه هِيَ الْأَحْزَاب وَهِي الأوراد. وَهِي التوسلات والاستغاثات وَهِي الْمُنَاجَاة لله رب الْعَالمين. وَهِي طَاعَة الله وَطَاعَة رَسُوله الْأمين. فَليتبعْ المتبعون. وليقتد المقتدون {وَمن يطع الله وَرَسُوله ويخش الله ويتقه فَأُولَئِك هم الفائزون} ، {وَمن يطع الله وَالرَّسُول فَأُولَئِك مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا} وليذهل عَن هَذَا الْخَيْر الذاهلون، وليغفل الغافلون وليبتدع المبتدعون {وَمن يعْص الله وَرَسُوله فَإِن لَهُ جَهَنَّم خَالِدين فِيهَا أبدا} وَفِي الصَّحِيح " وَمن خَالف سنتي فَلَيْسَ مني " " وَمن عمل عملا لَيْسَ عَلَيْهِ أمرنَا فَهُوَ رد ".

فصل فِي فَوَائِد الذّكر ومزاياه

الْفَائِدَة الأولى: أَن الله يذكر من ذكره كَمَا قَالَ {فاذكروني أذكركم} (فَإِن ذَكرنِي فِي نَفسه ذكرته فِي نَفسِي، وَإِن ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُ) وَلَو لم يكن فِي فضل الذّكر إِلَّا هَذِه وَحدهَا لكفى بِهِ فضلا وشرفا.

الثَّانِيَة: أَن الذّكر كَمَا قَالَ تَعَالَى {أَلا بِذكر الله تطمئِن الْقُلُوب} فَلَا تهمه زعازع الدُّنْيَا وَلَا آفاتها بل {وهم من فزع يَوْمئِذٍ آمنون} {} (لَا يحزنهم الْفَزع الْأَكْبَر وتتلقاهم الْمَلَائِكَة هَذَا يومكم الَّذِي كُنْتُم توعدون} ذَلِك لِأَن قُلُوبهم سكنت بِذكرِهِ وَآمَنت بآياته وسننه، وَعرفت نعمه فقدرتها وشكرتها. فقلوبهم عَن رَبهم راضية

<<  <   >  >>