حداد أشحة على الْخَيْر، أُولَئِكَ لم يُؤمنُوا فأحبط الله أَعْمَالهم وَكَانَ ذَلِك على الله يَسِيرا} فهم جهامات وصور بِلَا مَعَاني، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:{هم الْعَدو فَاحْذَرْهُمْ قَاتلهم الله أَنى يؤفكون} .
وَقَالَ تَعَالَى:{لَأَنْتُم أَشد رهبة فِي صُدُورهمْ من الله ذَلِك بِأَنَّهُم قوم لَا يفقهُونَ} أَي أَنْتُم يَا معشر الْمُسلمين تخافكم الْكفَّار، وترهب مِنْك أَشد وَأكْثر من خوفهم من الله، وَذَلِكَ بِسَبَب أَنهم لم يعقلوا عَن الله شَيْئا {إِن هم إِلَّا كالأنعام بل هم أضلّ سَبِيلا} . وَقَالَ تَعَالَى فيهم {تحسبهم جَمِيعًا وَقُلُوبهمْ شَتَّى} أَي تراهم مُجْتَمعين فتحسبهم مؤتلفين وهم مُخْتَلفُونَ غَايَة الِاخْتِلَاف، فَتبين بِهَذَا أَن سَبَب جبن وَضعف قُلُوب هَذِه الْأمة وخورهم وهلعهم وجزعهم إِنَّمَا هم الْعلمَاء الصامتون الْبكم الَّذين لَا ينطقون، وَلم يبينوا هَذِه الْأَنْوَار والعلوم المشجعة للقلوب، المحرضة للنفوس على الْعِزَّة والشرف، الرافعة للْأمة، الخافضة لِلْعَدو فويل لَهُم ثمَّ ويل لَهُم إِن لم يتوبوا من وَعِيد آيَته {إِن الَّذين يكتمون}
[فصل]
وَيَقُول الله تَعَالَى:{إِن الله يدافع عَن الَّذين آمنُوا وَالَّذين هم محسنون} وَمعنى