للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل فِي نقر صَلَاة التَّرَاوِيح

أَكثر أَئِمَّة مَسَاجِدنَا - بسلامتهم - لَا دين عِنْدهم وَلَا عقل وَلَا حَيَاء.

وَالدَّلِيل على ذَلِك صلَاتهم الَّتِي يصلونها، فَإِنَّهَا تشبه صَلَاة المجانين، وخصوصا صَلَاة التَّرَاوِيح، فَإِنَّهُم يصلونها ثَلَاثًا وَعشْرين رَكْعَة فِي أقل من ثلث سَاعَة، ويقرأون فِيهَا كلهَا سُورَة الْأَعْلَى أَو الضُّحَى، أَو ربع سُورَة الرَّحْمَن، وَهِي صَلَاة بَاطِلَة عِنْد كل مُسلم عَاقل على جَمِيع الْمذَاهب، إِذْ هِيَ صَلَاة الْمُنَافِقين الَّذين قَالَ الله فيهم: {وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلَاة قَامُوا كسَالَى يراءون النَّاس وَلَا يذكرُونَ الله إِلَّا قَلِيلا} لَيست كَصَلَاة الْمُؤمنِينَ المفلحين الَّذين وَصفهم الله بقوله: {قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون} وَلَيْسَت أَيْضا كَصَلَاة الرَّسُول الناهي عَن نقرة الْغُرَاب. وَعَن السّرقَة مِنْهَا، الْقَائِل: " صلوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " فَاتَّقُوا الله يَا أَئِمَّة الْمَسَاجِد وأيقنوا أَن صَلَاتكُمْ هَذِه لَا شكّ أَنَّهَا تلف كَمَا يلف الثَّوْب الْخلق وتضرب بهَا وُجُوهكُم، ثمَّ تَقول لكم الصَّلَاة: ضيعكم الله كَمَا ضيعتموني " ثمَّ يكون عَلَيْكُم وزركم ووزر من خلفكم جَمِيعًا من غير أَن ينقص من أوزارهم شَيْء، قَالَ الدَّارمِيّ عَن أبي الْعَالِيَة: " كُنَّا نأتي الرجل لنأخذ عَنهُ الْعلم فَنَنْظُر إِذا صلى فَإِذا أحسن جلسنا إِلَيْهِ وَقُلْنَا هُوَ لغَيْرهَا أحسن، وَإِن أساءها قمنا عَنهُ وَقُلْنَا: هُوَ لغَيْرهَا أَسْوَأ ".

فصل فِي الِاعْتِكَاف

هُوَ سنة مُؤَكدَة ثَابت فِي الصِّحَاح وَالسّنَن والموطأ وَغَيرهم أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] اعْتكف فِي أوسطه وكل أَوَاخِر رَمَضَان، وَفِي شَوَّال قَضَاء، وَكَذَا اعْتكف خلفاؤه وَأَصْحَابه ونساؤه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَورد فِي فَضله أَحَادِيث لينَة

<<  <   >  >>