للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السَّنَد، مِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن ابْن عَبَّاس أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ فِي الْمُعْتَكف: " وَهُوَ يعكف الذُّنُوب وَيجْرِي لَهُ من الْحَسَنَات كعامل الْحَسَنَات كلهَا " وَمِنْهَا، " من اعْتكف عشرا فِي رَمَضَان كَانَ كحجتين وعمرتين "، وَمِنْهَا " من اعْتكف إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه " ذكرهمَا فِي الْجَامِع، وَمِنْهَا " من اعْتكف فوَاق نَاقَة فَكَأَنَّمَا أعتق نسمَة أَو رَقَبَة " ذكره فِي مُخْتَصر شعب الْإِيمَان.

وَهَذِه السّنة قد اندرست وَلم يبْق إِلَّا اسْمهَا فِي الْكتب، وَلَا أَدْرِي مَا السَّبَب فِي إِعْرَاض النَّاس جَمِيعًا عَن الْعَمَل بِهَذِهِ السّنة الجليلة. وَلَو قُلْنَا: إِن شيخ الْإِسْلَام وهيئة كبار عُلَمَاء الْأَزْهَر وموظفيه ومدرسيه ووعاظه يصعب عَلَيْهِم انْقِطَاع مرتباتهم وجراياتهم، فلماذا لَا يحيي هَذِه السّنة الَّذين يدعونَ أَنهم سنيون، وَالَّذين يَزْعمُونَ أَنهم سلفيون، ولآثار السَّابِقين الْأَوَّلين يحيون؟ الْحق أَن الْجَمِيع مقصرون ومفرطون. اللَّهُمَّ وفقنا للْعَمَل بِمَا شرعته لنا على لِسَان نبيك الْأمين، واجعلنا لما اندرس من السّنَن من المحيين السَّابِقين، وَقد أخرج أَحْمد أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " كَانَ يعْتَكف الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان حَتَّى قَبضه الله عز وَجل " سَنَده صَحِيح: وروى البُخَارِيّ " أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يعْتَكف صلى الْفجْر، ثمَّ دخل مُعْتَكفه وَأَنه أَمر بخباء فَضرب لَهُ ".

وروى أَبُو دَاوُد عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: " السّنة على الْمُعْتَكف أَن لَا يعود مَرِيضا، وَلَا يشْهد جَنَازَة، وَلَا يمس امْرَأَة وَلَا يُبَاشِرهَا، وَلَا يخرج لحَاجَة إِلَّا لما لَا بُد مِنْهُ، وَلَا اعْتِكَاف إِلَّا بِصَوْم، وَلَا اعْتِكَاف إِلَّا فِي مَسْجِد جَامع، وَقَالَت أَيْضا. " إِن كنت لأدخل الْبَيْت للْحَاجة وَالْمَرِيض فِيهِ فَمَا أسأَل عَنهُ إِلَّا وَأَنا مارة " رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم ".

<<  <   >  >>