للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمَسْأَلَة خلق كل شَيْء من نور النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) الَّتِي جعلهَا مَوْضُوع خطبَته السخيفة قد أوضحها وَبَين بطلَان حَدِيثهَا صَاحب الْمنَار بالمجلد الثَّامِن من صفحة ٨٦٥، فقد أَفَاضَ هُنَالك وَأفَاد وأجاد، فجزاه الله عَن تَحْقِيق الْخَيْر خير الْجَزَاء.

وَحَدِيث " أول مَا خلق الله نور نبيك يَا جَابر " أخرجه عبد الرَّزَّاق وَلَا أصل لَهُ وَلَيْسَ فِيهِ تَعْظِيم للنَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) بل هُوَ مثار شُبُهَات وشكوك فِي الدّين. قَالَ تَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل} ، قَالَ: {قل إِنَّمَا أَنا بشر مثلكُمْ يُوحى إِلَيّ} ، وَقد قَالَ مُحَمَّد بن عُثْمَان الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِن عبد الرازق كَذَّاب أهـ.

بلَاء آخر؛ وَشر مستطير

كَذَلِك يَقُول صَاحب حسن السمعة، فِي خطب الْجُمُعَة، وَبئسَ مَا قَالَ:

أما بعد: فيا عباد الله: هَذَا أول الربيعين قد هَل هلاله بِالْخَيرِ على الْوُجُود مبشراً أهل الْإِيمَان بِقرب مِيلَاد صَاحب الْمقَام الْمَحْمُود، ليأخذوا أهبتهم للاحتفال بليلة مولده ذَات الْفضل الْمَشْهُود، ويرفعوا أَعْلَام الأفراح وهم قَائِلُونَ فِي كل قيام وقعود: أُولَئِكَ عَلَيْهِم صلوَات من رَبهم وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هم المهتدون، وَمَا ذَلِك إِلَّا اعترافاً بِمَا لَهُ عَلَيْهِم من الْفضل المشكور، إِذْ لولاه لما خلقُوا وَلما أخرجُوا من الظُّلُمَات إِلَى النُّور، فَهُوَ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) سَبَب الإيجاد وَعلم الْإِرْشَاد المنشود ... . إِلَى أَن قَالَ: فَمن احتفل بليلة مولده فقد أَقَامَ على قُوَّة إيمَانه دَلِيلا ... وأعرب عَن مِقْدَار محبته ... وأثيب ثَوابًا جزيلا وَكَانَ لَهُ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] )

<<  <   >  >>