" مَا أنفقت الْوَرق فِي شَيْء أفضل من نحيرة فِي يَوْم عيد " وَرِجَاله ثِقَات، لَكِن اخْتلف فِي رَفعه وَوَقفه.
[فصل]
أما حَدِيث " قومِي إِلَى أضحيتك فاشهديها، فَإِنَّهُ بِأول قَطْرَة مِنْهَا يغْفر لَك مَا سلف من ذنوبك " فَفِي إِسْنَاده عَطِيَّة، وَفِي الْعِلَل: أَنه حَدِيث مُنكر وَحَدِيث " من ضحى طيبَة بهَا نَفسه محتسباً بأضحيته كَانَت لَهُ حِجَابا من النَّار " فِيهِ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَهُوَ كَذَّاب. قَالَ الإِمَام أَحْمد: كَانَ يضع الحَدِيث، لَكِن رمز فِي الْجَامِع لضَعْفه، وَحَدِيث " اسْتَفْرِهُوا ضَحَايَاكُمْ فَإِنَّهَا مَطَايَاكُمْ على الصِّرَاط " غير ثَابت، كَمَا قَالَ ابْن الصّلاح وَغَيره، وَمثله " إِنَّهَا مَطَايَاكُمْ فِي الْجنَّة " كَذَا فِي أَسْنَى المطالب وَقَالَ فِي التَّمْيِيز: قَالَ فِي ابْن الصّلاح: هَذَا الحَدِيث غير مَعْرُوف وَلَا ثَابت فِيمَا علمناه، وَقَالَ ابْن الْعَرَبِيّ رَحمَه الله فِي شرح التِّرْمِذِيّ: لَيْسَ فِي فضل الْأُضْحِية حَدِيث صَحِيح، وَمِنْهَا قَوْله: " إِنَّهَا مَطَايَاكُمْ فِي الْجنَّة " أه وَقد ذكر الشَّيْخ خطاب السُّبْكِيّ فِي ديوَان خطبه ص ١٦٥ حَدِيث اسْتَفْرِهُوا " وَقد علمت أَنه لم يَصح أصلا وَذكر أَيْضا حَدِيث " من ضحى طيبَة بهَا نَفسه " وَقد تقدم لَك أَنه من رِوَايَة أبي دَاوُد النَّخعِيّ وَهُوَ كَذَّاب، وَمَا ذكرت هَذَا إِلَّا للْبَيَان، وَالله أعلم. وَحَدِيث " أَنا ابْن الذبيحين " يرْوى عَن مُعَاوِيَة أَن أَعْرَابِيًا قَالَ لَهُ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) : يَا ابْن الذبيحين، وَلم يُنكر عَلَيْهِ، وَفِي الْكَشَّاف " أَنا ابْن الذبيحين " وَلم يثبت من قَوْله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) ، وَأما قَول الْأَعرَابِي فَرَوَاهُ الْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي كَذَا فِي أَسْنَى المطالب.
وَقد ترك النَّاس الضَّحَايَا الَّتِي هِيَ من كبار الْقرب المنوه عَنْهَا فِي غير مَوضِع فِي الْقُرْآن الْكَرِيم، وصاروا لَا يذبحون إِلَّا فِي أَيَّام الموالد، كمولد أَحْمد البدوي،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute